تدريب على المقال الادبي صور طرفة بن العبد في معلقته

تدريب على المقال الادبي صور طرفة بن العبد في معلقته

السؤال :

تدريب على المقال الادبي صور طرفة بن العبد في معلقته مفهومه الخاص للفتوة كاشفا تحديه للقوانين القبلية المهيمنة حلل هذا القول مستعينا بشواهد دقيقة من المعلقة .

الجواب :

المقدمة:

تُعد المعلقات من أبرز النصوص الشعرية في التراث العربي الجاهلي، إذ تعكس جوانب متعددة من حياة الشاعر وقبيلته. وفي هذا السياق، تأتي معلقة طرفة بن العبد، التي تجسد تصورًا فريدًا عن مفهوم الفتوة والشجاعة والتحدي. طرفة، الشاعر الشاب، يتناول في معلقته مسائل تتعلق بالحياة، الموت، والمصير، لكنه يبرز أيضًا فهمًا خاصًا للفتوة يتناقض في بعض الأحيان مع الأعراف القبلية السائدة. فهل يمكن القول إن معلقة طرفة تمثل تحديًا للقوانين القبلية المهيمنة؟ وكيف يصور طرفة الفتوة في معلقته؟

الطرح والإشكالية:

تنطلق إشكالية هذا الموضوع من سؤالين محوريين: كيف يُجسد طرفة بن العبد مفهوم الفتوة في معلقته؟ وهل يمكن اعتبار ذلك المفهوم تحديًا واضحًا للقوانين القبلية التي كانت تشدد على التضامن القبلي والطاعة العمياء للعادات؟

التحليل:

1. مفهوم الفتوة عند طرفة:

   يبرز طرفة في معلقته مفهومًا للفتوة يتسم بالاستقلالية والشجاعة الفردية. فهو يقدّم صورة للفتى الذي يتمتع بالقوة والعزيمة، لكنه لا يتبع بشكل أعمى التقاليد القبلية. ففي بيته الشهير:

   ```

   وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً  

   على المرء من وقعِ الحسامِ المهندِ

   ```

   يعبر طرفة عن معاناته من الظلم الذي قد يتعرض له من قبيلته أو أفراد عشيرته، مما يعكس موقفًا متشككًا تجاه فكرة الطاعة العمياء لقوانين القبيلة. 

2. التحدي للقوانين القبلية:

   يعكس طرفة في بعض مقاطع المعلقة رفضه الصريح لبعض القيم القبلية المهيمنة، خاصة تلك التي تدعو إلى التضحية الدائمة لأجل القبيلة. ففي قوله:

   ```

   ولستُ بحِلٍّ إنْ أُبيتُ بجَـــدْبةٍ  

   أصونُ إبِلاً أو أنْ أمِيرَ الدَّوائِــلِ

   ```

   يظهر هنا عدم اهتمامه بالأدوار التقليدية التي تُطلب من أفراد القبيلة، كتربية الإبل أو الإشراف على الشؤون القبلية. إنه يفضل حياة المغامرة والحرية الفردية على الالتزام بتلك الأدوار.

3. الاحتفاء باللذة والتحدي للموت:

   من خلال تكرار الإشارات إلى الموت في معلقته، يظهر طرفة بن العبد موقفًا يتسم بالشجاعة، بل والتحدي للموت نفسه. ففي قوله:

   ```

   إذا القوم قالوا من فتى؟ خلتُ أنني  

   عُنيتُ فلم أكسل ولم أتبلدِ

   ```

   يُظهر موقفًا من الحياة يتسم بالاستعداد لمواجهة المصير بشجاعة. إنه يتحدى قوانين القبيلة التي تدعو إلى الاستعداد للموت في سبيل الجماعة، ويحتفي بالحياة الفردية ولذاتها.

الخاتمة:

في ضوء التحليل السابق، يمكن القول إن معلقة طرفة بن العبد تحمل رؤية متمردة إلى حد ما على القوانين القبلية المهيمنة. مفهومه للفتوة يتسم بالشجاعة والاستقلالية، بعيدًا عن الطاعة العمياء للعادات. إنه تحدٍ للشجاعة الجماعية في سبيل الفخر القبلي، مفضلًا إعلاء قيمة الفرد والحرية الذاتية.