vendredi 11 octobre 2024

فقرة سردية عن حبك بعمل من أعماله و اللأسباب

فقرة سردية عن حبك بعمل من أعماله و اللأسباب

في ورشتي الصغيرة، حيث يمتلئ المكان برائحة الخشب الطازج وصوت الأدوات وهي تصطدم ببعضها البعض، أعمل على صنع طاولة خشبية لابني. كل صباح، أقف أمام هذه القطعة غير المكتملة، وأبدأ بحرص في تشكيل الخشب، مستشعرًا صلابته تحت يدي. أعلم أن هذه الطاولة ستكون شيئًا مميزًا، ليس فقط لأنها ستزين منزله، ولكن لأنها تحمل بين أجزائها حبي له. أضع في كل ضربة مطرقة وكل حركة منشار جزءًا من تفكيري واهتمامي، لأنني أدرك أن الأشياء التي نصنعها بأيدينا تحمل معاني أعمق مما تبدو عليه.

أختار أفضل أنواع الخشب، أتحقق من كل زاوية وأقيسها بدقة متناهية. لا أترك مجالًا للخطأ أو الإهمال، لأنني أريد أن تكون الطاولة متينة كما أريد لعلاقتنا أن تكون. أثناء العمل، أفكر في الأيام التي كان يجلس فيها بجانبي في الورشة وهو صغير، يراقبني بعيون فضولية وهو يسأل عن كل أداة أستخدمها. اليوم، أنا لا أصنع مجرد طاولة، بل أصنع ذكرى تدوم لعمره، شيءًا يربطنا حتى في غيابي.

أعلم أنني قد لا أكون قادرًا على التعبير عن حبي بالكلمات كما أود، لذا أترك هذه الطاولة تتحدث بالنيابة عني. السبب وراء كل هذا الجهد واضح: أريد أن يشعر بأنني هنا دائمًا، حتى عندما لا أكون حاضرًا بجسدي. أريد أن يعرف أنني أفكر فيه في كل لحظة، وأضع جزءًا من نفسي في كل شيء أصنعه له.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire