vendredi 4 octobre 2024

انتاج كتابي حول قصة الجدة و حافظة نقودها

انتاج كتابي حول قصة الجدة و حافظة نقودها

السؤال :

كانت الجدة فى طمئنينة وتتنقل الباعة وتلفون لها التحية وفجأة لم تجد حافظة نقودها .

الجواب :

في صباح ذلك اليوم، كانت الجدة تسير ببطء وثبات، حاملة سلتها المصنوعة من الخوص التي لطالما صحبتها في رحلاتها الأسبوعية إلى السوق. كانت تحب هذه الرحلات الصغيرة، فهي فرصة لتلتقي بجيرانها وأصدقائها القدامى. السوق بالنسبة لها لم يكن مجرد مكان لشراء الخضروات والفواكه، بل كان مساحة لنبض الحياة، حيث تتلاقى الحكايات ويتبادل الناس الأخبار والأحاديث.

مرّت الجدة على الباعة واحداً تلو الآخر، متبادلة التحيات بحب وود. أحدهم سألها عن صحتها، وآخر تمنى لها صباحًا سعيدًا. كانوا يعرفونها جيدًا، فهي الزبونة المخلصة التي لا تفوّت فرصة لشراء الخضار الطازجة والفاكهة الناضجة. الجدة كانت تشعر بالسعادة بين هؤلاء الناس، فقد كانوا بمثابة عائلتها الثانية.

وصلت الجدة إلى بائع الخضروات الذي لطالما اعتادت شراء حاجاتها منه. ابتسمت له وبدأت تختار بعناية ما تحتاجه من الخضار، كما كانت تفعل دائمًا. لكن عندما وصلت لحافظة النقود، توقفت. قلبت حقيبتها عدة مرات، وبحثت في جيوب ثوبها، ولكن دون جدوى. حافظة النقود كانت مفقودة. 

في تلك اللحظة، بدأت ملامح القلق تظهر على وجهها. حاولت استعادة الأحداث في ذاكرتها: "أين وضعت الحافظة؟ هل أسقطتها في مكان ما؟ هل نسيتها على أحد الأكشاك؟". ولكن لم تستطع التذكر. نظرت حولها، وكأنها تبحث عن إجابة في وجوه الناس من حولها.

البائع، الذي لاحظ اضطرابها، اقترب منها وقال بلطف: "هل فقدتِ شيئًا يا جدتي؟". نظرت إليه بعينين مملوءتين بالحيرة وقالت: "حافظة نقودي، لا أستطيع أن أجدها". 

سارع بعض الباعة القريبين للمساعدة. بدأوا يسألونها: "متى آخر مرة استخدمتها؟ هل شعرتِ بشيء غريب أثناء تجولك؟". لكن الجدة كانت لا تزال في حالة صدمة خفيفة، غير قادرة على تذكر التفاصيل بوضوح.

تجمّع حولها بعض الناس، فالجدة معروفة في السوق، والجميع يحبها. اقترح أحدهم أن يبدأوا بالبحث في الأماكن التي مرت بها، وأخذت الجدة ترافقهم ببطء، وهي تحاول أن تستعيد هدوءها. مشوا جميعًا عبر السوق، يبحثون في الزوايا ويستفسرون من الباعة. 

فجأة، اقترب طفل صغير من الجدة، كان قد شاهدها وهي تبحث بقلق. قال بصوت خافت: "هل هذه الحافظة لكِ يا جدتي؟". رفع يده الصغيرة، وكان يحمل حافظة جلدية قديمة تبدو مألوفة. 

ابتسمت الجدة بسعادة وراحة وهي تقول: "نعم، إنها حافظة نقودي!". شكرت الطفل بلطف وربتت على كتفه. كان ذلك الموقف مليئًا بالمشاعر الدافئة، فقد تعاون الجميع لمساعدتها، وكان للطفل الصغير النصيب الأكبر في إعادة الابتسامة إلى وجهها.

عادت الجدة إلى البائع، دفعت ثمن الخضروات بابتسامة كبيرة، ثم استمرت في يومها وقد غمرها شعور بالامتنان لكل من وقف بجانبها في تلك اللحظة الصغيرة التي كانت لها تأثير كبير على يومها. السوق بالنسبة لها لم يكن مجرد مكان للشراء، بل مساحة للتواصل والدفء الإنساني الذي لا يُقدر بثمن.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire