موضوع أهمية العمل نفسيا وإجتماعيا - حوار
الموضوع :
كان أحد جيرانك الشاب لايتحمس كثيرا للعمل لأنه يرى أنه لا يدر عليه مالا وفيرا فأردت تغيير موقفه بإقتناعه بأهمية العمل نفسيا وإجتماعيا .
التحرير :
لاحظت أن أحد جيراني الشباب لم يكن متحمسًا للعمل، إذ كان يرى أن الجهد المبذول لا يجلب له مردودًا ماليًا وفيرًا. شعرت برغبة في تغيير موقفه وإقناعه بأهمية العمل، ليس فقط من الناحية المادية، بل من الجوانب النفسية والاجتماعية أيضًا. قررت أن أبدأ معه حوارًا هادئًا وصادقًا، فدعوته إلى تناول الشاي في إحدى الأمسيات.
بدأنا الحديث بشكل عام، ثم تطرقت إلى موضوع العمل وسألته عن سبب شعوره بعدم الحماس. فأجابني قائلاً: "لماذا أضيع وقتي وجهدي في عمل لا يحقق لي دخلاً كبيرًا؟ أرى أصدقائي يحصلون على أموال أكثر دون بذل نفس الجهد." عندها حاولت أن أشرح له أن المال ليس كل شيء، وأن للعمل قيمة أكبر بكثير مما يظن.
قلت له: "العمل لا يقتصر فقط على تحقيق الكسب المادي، بل له دور كبير في تنمية شخصيتنا وشعورنا بالإنجاز. عندما تعمل، تشعر بأنك جزء من المجتمع، تساهم في بناءه، وتشعر بالانتماء إليه. كما أن العمل يملأ حياتك بالنشاط ويحميك من الشعور بالفراغ الذي قد يجلب معه الضيق والاكتئاب."
تابعت حديثي قائلاً: "على الصعيد الاجتماعي، يتيح لك العمل فرصة التعرف على أشخاص جدد، وبناء علاقات مهنية وشخصية تساعدك على التطور. تلك العلاقات قد تفتح أمامك فرصًا جديدة في المستقبل، سواء كانت مهنية أو اجتماعية. كما أن الشخص الذي يعمل يتمتع باحترام الناس وتقديرهم، لأنهم يرونه كفرد نشيط ومفيد للمجتمع."
لاحظت أنه بدأ يفكر في كلامي، فقررت أن أعطيه مثالاً عن تجربتي الشخصية. أخبرته كيف بدأتُ في وظائف بسيطة لم تكن توفر لي دخلاً كبيرًا، ولكنها ساعدتني في اكتساب خبرات ومهارات قيمة ساعدتني على التطور فيما بعد. أوضحت له أن البداية قد تكون صعبة، ولكن مع المثابرة والعمل الجاد، يمكن أن يصل الإنسان إلى ما يطمح إليه.
في نهاية الجلسة، شعرت أنه بدأ يغير نظرته بعض الشيء، وابتسم قائلاً: "ربما كنت على حق، سأحاول أن أرى الأمور من زاوية مختلفة." كان لهذا الحوار أثر كبير عليّ أيضًا، إذ أدركت أن محاولة مساعدة الآخرين على رؤية الجوانب الإيجابية في حياتهم تعود بالنفع على الجميع.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire