mercredi 2 octobre 2024

انتاج كتابي حول صيد السمك

انتاج كتابي حول صيد السمك 

في صباح يوم من أيام الصيف الجميلة، كنت متحمسًا جدًا لأني قررت أن أذهب إلى النهر لصيد السمك. كان اليوم مشمسًا والجو لطيفًا، وكنت أشعر أن هذا اليوم سيكون مختلفًا عن باقي الأيام. استيقظت مبكرًا جدًا، حملت حقيبتي الصغيرة التي أعددتها منذ الليلة السابقة، وداخلها كانت صنارتي المفضلة التي أهداني إياها جدي، وشبكة صغيرة وبعض الطعوم التي اخترتها بعناية. انطلقت بحماس، وقلبي مليء بالفرح.

عندما اقتربت من النهر، شعرت بانتعاش الهواء الذي حمل معه رائحة الأشجار والمياه. كان النهر هادئًا، والماء يتلألأ تحت أشعة الشمس وكأنه مرآة تعكس السماء الصافية. جلست على ضفافه، على صخرة ملساء لطالما أحببت الجلوس عليها. وضعت حقيبتي بجانبي، وبدأت في تجهيز صنارتي، شعرت وكأنني في رحلة مغامرة، مليئة بالتحدي والإثارة.

ألقيت الطعم في الماء، وبدأت أراقب حركته بهدوء. مرت الدقائق، وبدأت أسمع أصوات العصافير من حولي، وكأنها تشجعني على الصبر. كانت تلك اللحظات من أجمل ما مر بي، جلوسي أمام النهر، أنصت إلى أصوات الطبيعة من حولي، وأشعر بملمس الهواء البارد على وجهي. لم يكن هناك ما يزعجني، فقط أنا والطبيعة.

بعد فترة قصيرة، شعرت برعشة خفيفة على خيط الصنارة. في تلك اللحظة، شعرت بدفعة من الأدرينالين تسري في جسدي. بدأت أسحب الصنارة ببطء وحذر، كان الأمر يشبه مغامرة صغيرة. شعرت بالمقاومة من الطرف الآخر، لكنني بقيت هادئًا ومركزًا. وفي النهاية، ظهرت السمكة على سطح الماء. كانت سمكة فضية صغيرة تتلوى بين يدي، وكنت أشعر بسعادة غامرة. نظرت إليها بابتسامة، ليس لأنها سمكة كبيرة، بل لأنها كانت ثمرة صبري وجهدي.

أعدت الطعم مرة أخرى إلى الماء، وواصلت الصيد. كلما مر الوقت، شعرت بأنني أصبحت جزءًا من هذا المكان، من النهر والهواء والأشجار. كانت تلك اللحظات تمنحني إحساسًا بالسلام والهدوء الذي كنت أبحث عنه بعد أسبوع طويل من الدراسة.

في نهاية اليوم، نظرت إلى ما اصطدته. كان هناك مجموعة من الأسماك الصغيرة تسبح في الدلو. شعرت بالفخر بنفسي، ليس فقط لأنني اصطدت السمك، بل لأنني قضيت يومًا رائعًا في الطبيعة، تعلمت فيه معنى الصبر والمتعة في البساطة.

عدت إلى المنزل بخطوات واثقة، كنت أحمل دلوي الصغير، وحقيبتي، ولكن الأهم من ذلك، كنت أحمل معي ذكريات هذا اليوم الرائع. عندما دخلت المنزل، استقبلتني أمي بابتسامة وسألتني عن يومي، فبدأت أحكي لها عن كل لحظة، عن السمكة الأولى التي اصطدتها، وعن الهدوء الذي شعرت به بجانب النهر.

في تلك الليلة، تناولنا وجبة شهية من الأسماك التي اصطدتها. كنت جالسًا مع عائلتي، أستمتع بالأكل والحديث عن مغامرتي الصغيرة، وشعرت أن هذا اليوم سيظل محفورًا في ذاكرتي لفترة طويلة. كان صيد السمك ليس مجرد هواية، بل درسًا في الحياة، في الصبر، وفي الاستمتاع بالجمال البسيط حولنا.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire