jeudi 3 octobre 2024

انتاج كتابي حول العنكبوت

انتاج كتابي حول العنكبوت  

في صباح يوم مشمس، دخل المعلم إلى الصف بابتسامة وورقة في يده. وقف أمامنا وقال بصوت هادئ: "اليوم لدي لكم مهمة جديدة. أريد من كل واحد منكم أن يختار موضوعًا يبحث عنه ويكتب عنه تقريرًا مفصلًا. أما أنت يا سامي، فأريدك أن تكتب لي بحثًا عن العنكبوت."

في البداية، شعرت بالحيرة. عنكبوت؟ لماذا العنكبوت؟ هل هو حقًا موضوع يستحق البحث؟ لم أكن أعلم الكثير عن العناكب، وكل ما كان يدور في ذهني هو تلك الكائنات الصغيرة التي أراها أحيانًا في زوايا المنزل. لكن بما أن المعلم اختار لي هذا الموضوع، قررت أن أقبل التحدي.

عدت إلى البيت بعد المدرسة وبدأت أفكر في كيفية البدء بهذا البحث. جلست أمام حاسوبي وبدأت أبحث عن المعلومات. اكتشفت بسرعة أن العناكب ليست مجرد كائنات صغيرة تزحف هنا وهناك. بل هي مخلوقات مذهلة بمهارات خاصة. قرأت أن هناك أكثر من 45,000 نوع من العناكب حول العالم، وكل نوع له خصائصه الفريدة. شعرت بالدهشة! لم أكن أعلم أن هناك كل هذا التنوع في العناكب.

في اليوم التالي، خرجت إلى حديقة منزلنا الصغير للبحث عن عنكبوت. كنت أشعر بالحماس لرؤية عنكبوت عن قرب. وبينما كنت أتجول بين الأشجار، لفت انتباهي شيء يلمع تحت ضوء الشمس. اقتربت بحذر، فوجدت شبكة عنكبوت تمتد بين أغصان شجرة الليمون. كانت الخيوط دقيقة جدًا، ولكنها متينة كأنها خيوط من الحرير. وقفت للحظات أراقب الشبكة بحذر، وكأنني أخشى أن أفسد هذا العمل الفني الرائع.

ولم يكن العنكبوت بعيدًا عني. كان صغير الحجم، يتحرك برشاقة وسط شبكته، كما لو كان نحاتًا ماهرًا يصنع تحفة فنية. بدأت أتساءل: كيف يستطيع هذا الكائن الصغير أن ينسج شبكة بهذا التعقيد؟ شعرت بشيء من الإعجاب والاحترام لهذا الكائن الذي اعتقدت سابقًا أنه غير مهم.

استمررت في مراقبته لعدة دقائق، وخلال هذا الوقت، لاحظت كيف أن العنكبوت يعمل بجد وبدقة، دون توقف أو تردد. لم يكن يخاف من الرياح التي تهب بلطف، ولم يتوقف عندما تعرضت شبكته لبعض الضرر. بكل هدوء، كان يعيد بناء ما تهدم، وكأن شيئًا لم يحدث.

وفي تلك اللحظة، أدركت أن العنكبوت يعلمنا درسًا مهمًا. إنه رمز للإصرار والمثابرة. مهما كانت الظروف صعبة، فإنه يستمر في العمل دون توقف. هذه الفكرة أثرت فيّ كثيرًا، وقررت أن أكتب عنها في بحثي. 

عندما انتهيت من البحث، شعرت أنني لم أتعلم فقط عن العنكبوت، بل تعلمت درسًا عن الحياة. في اليوم الذي سلمت فيه التقرير للمعلم، كنت فخورًا بما كتبت. عندما أعاده لي بعد أسبوع، كان قد كتب في أعلى الورقة: "أحسنت يا سامي، لقد أبليت بلاءً حسنًا!".

كانت تلك اللحظة مميزة بالنسبة لي، لأنني لم أكن فقط قد أنجزت البحث بنجاح، بل اكتشفت أن التعلم يمكن أن يكون ممتعًا ومليئًا بالمفاجآت، حتى عندما يتعلق الأمر بالعناكب.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire