انتاج كتابي عن رفض اخوك الصغير للدراسة
الموضوع :
رفض اخوك الصغير للدراسة في الاول و تهدأتك له بكلمات تحفيزية ثم اقباله على الدراسة بشغف و تحصله على اعلى المراتب
الإصلاح :
في البداية، كان أخي الصغير يواجه صعوبة كبيرة في تقبل فكرة الذهاب إلى المدرسة. كانت عيناه تملؤها الدموع كلما حاولنا إقناعه بأهمية الدراسة، ويغلق أذنيه بيديه الصغيرتين كلما حدثناه عن المستقبل وأهمية التعلم. كانت الدروس بالنسبة له مجرد صفحات مملة، والأوقات التي يقضيها في الصفوف تبدو له طويلة بلا نهاية. كنت ألاحظ حزنه كل صباح، وأشعر بثقل العبء الذي يحمله رغم صغر سنه.
قررت أن أجلس معه وأتحدث إليه بطريقة مختلفة. اقتربت منه ذات يوم عندما كان يجلس وحيدًا في غرفته، ينظر بحزن إلى حقيبته المدرسية. وضعت يدي على كتفه وقلت له بلطف: "يا أخي، أعلم أن الدراسة قد تبدو لك صعبة ومملة في البداية، لكنك تعرف، هناك دائمًا جانب ممتع في كل شيء، علينا فقط أن نبحث عنه. المدرسة ليست مجرد واجبات واختبارات، إنها المكان الذي يمكنك فيه التعرف على أصدقاء جدد، واكتشاف أشياء لم تكن تعرفها من قبل. تخيل أن كل معلومة تتعلمها الآن هي قطعة من أحجية كبيرة تساعدك على بناء مستقبلك."
نظر إليّ بفضول، وكأن كلماتي لامست شيئًا ما في داخله. واصلنا الحديث لفترة طويلة، حيث حاولت أن أشرح له كيف أن كل ما نتعلمه يساعدنا على تحقيق أحلامنا. قلت له: "تخيل نفسك بعد سنوات، إذا أردت أن تصبح طيارًا، أو طبيبًا، أو حتى مخترعًا، ستحتاج إلى تلك المعلومات التي نراها الآن بسيطة. كل لحظة تقضيها في التعلم هي خطوة نحو حلمك."
في اليوم التالي، رأيته يستيقظ باكرًا ويحمل حقيبته بنفسه دون أن نطلب منه ذلك. كانت مفاجأة سعيدة لي ولعائلتنا، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. بدأ يقرأ دروسه بنهم، وكأنه اكتشف كنزًا خفيًا بين صفحات كتبه. كان يسأل معلميه بحماس، ويعود إلى المنزل ليحدثني عن أشياء جديدة تعلمها. أحيانًا، كان يحضر لي دفتره ويطلب مني أن أشرح له مسألة صعبة أو أن نتناقش حول فكرة أثارت فضوله في الدرس.
شيئًا فشيئًا، أصبحت الدراسة جزءًا من روتينه اليومي، وتحول إلى طالب مجتهد لا يتوانى عن طرح الأسئلة والبحث عن إجابات. كانت والدتي تشاهده من بعيد بابتسامة فخر، وكنت أنا أراه ينضج أمام عينيّ، فأشعر بالسعادة لأنني كنت جزءًا من هذا التغيير.
مع اقتراب الامتحانات، لاحظنا مدى التزامه واجتهاده، وكنا ندعمه بالكلمات الطيبة ونعطيه كل التشجيع الذي يحتاجه. جاء اليوم الذي ظهرت فيه النتائج، وكنا ننتظر بقلق. وعندما استلم أخي نتيجته، كانت الفرحة تغمر وجهه، فقد حقق أعلى الدرجات وتفوق على جميع زملائه في الفصل.
كانت اللحظة مؤثرة عندما نظر إليّ بعينين تلمعان فرحًا، وقال: "أنت كنت على حق، لقد بدأت أحب الدراسة فعلاً." عانقته بشدة، وشعرت بفخر لا يوصف، ليس فقط لأنه تفوق، بل لأنني رأيت التغير الذي حدث في داخله. كان تحول أخي الصغير من طفل خائف وغير مستعد للدراسة إلى طالب شغوف ومتحمس، واحدة من أجمل اللحظات التي عشتها، وتركت في نفسي أثرًا عميقًا بأن الكلمات الطيبة والدعم يمكن أن يغيرا حياة من نحب.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire