انتاج كتابي حول شجار بين صديقين سنة سادسة
في أحد الأيام الجميلة التي لا تُنسى، قرر سامي ويوسف، أعزّ الأصدقاء، أن يلعبا كرة القدم بعد انتهاء الدراسة. كان الطقس مثاليًا، والشمس تُضيء السماء بلونها الأزرق الصافي. كان الملعب في ساحة الحي، حيث كانت الكرة تتدحرج على العشب الأخضر، وصوت ضحكاتهما يملأ الأجواء.
كان سامي، الذي كان يعتبر نفسه هدافًا بارعًا، يقف في منتصف الملعب، مستعدًا لتسجيل هدف جديد. أما يوسف، فقد كان يقف حارس المرمى، عازمًا على أن يمنع أي هدف يدخل شباكه. أطلق سامي الكرة بقوة نحو المرمى، وارتفعت في الهواء قبل أن تسقط مباشرة داخل الشبكة.
ولكن يوسف، الذي كان يراقب المشهد عن كثب، صرخ قائلاً: "الكرة خرجت عن الخط، الهدف غير صحيح!" وعندما رأى سامي اعتراض صديقه، ازداد غضبه. "ماذا تقول؟! رأيت الكرة بوضوح، وهي داخل المرمى!" ردّ سامي بصوت مرتفع. بدأت الكلمات تتطاير بينهما، وارتفعت الأصوات إلى درجة لا تطاق.
تبادل الصديقان الشتائم والانتقادات، وفجأةً، بدأ كل منهما يشعر بأن غضبه يتصاعد. قال سامي بغضب: "أنت دائمًا ما تكون على حق، ولكنك مخطئ هذه المرة!" ورد يوسف بقوة: "أنت الذي لا يعرف كيف يلعب! لا يمكنك دائمًا أن تكون محقًا!"
بعد دقائق من الشجار، شعر كلاهما بالإرهاق، وانصرف كل منهما إلى منزله وهو يشعر بالألم. في تلك الليلة، عندما عاد سامي إلى منزله، كان يراقب نجوم السماء ويتذكر كل اللحظات الجميلة التي قضياها مع يوسف. شعر بالندم، وتمنى لو كان بإمكانه تصحيح الخطأ الذي ارتكبه.
في المقابل، كان يوسف يشعر بالحزن والقلق. كان يعلم أن الشجار لم يكن يستحق كل هذا الصراع، وأن صداقة سامي له كانت أغلى بكثير من أي هدف أو مباراة. كان يحاول أن يجد طريقة لتصحيح الأمور والاعتذار.
في صباح اليوم التالي، وعندما التقيا في المدرسة، كانت الأجواء بينهما مشحونة بالحرج. تقدّم سامي نحو يوسف، وقال بصوت هادئ: "أنا آسف يا يوسف. لم يكن يستحق الأمر كل هذا الشجار." نظر يوسف إلى سامي بعيون مليئة بالأسف، وقال: "وأنا أيضًا، كنت عنيدًا للغاية. لم يكن من المفترض أن ندع هذه الأمور تؤثر على صداقتنا."
تصافح الصديقان بابتسامة، وعادت العلاقات بينهما إلى طبيعتها. تعلما من هذه التجربة أن الصداقة هي أهم من أي خلاف أو مباراة، وأنه يجب دائمًا حل المشاكل بالحوار والتفاهم، وليس بالصراخ والغضب. ومنذ ذلك الحين، أصبحت علاقتهما أقوى، وأدركا قيمة الصداقة الحقيقية التي تجمع بينهما.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire