vendredi 4 octobre 2024

وصف هبوب إعصار

وصف هبوب إعصار

بدأت الرياح تتسلل ببطء في بداية النهار، كأنها تداعب أغصان الأشجار برفق، مما جعل الأوراق تصدر حفيفًا هادئًا، غير أن هذا الهدوء لم يدم طويلاً. سرعان ما بدأت الرياح تشتد وتتحول إلى زوبعة لا يمكن تجاهلها. أصوات الصافرات الحادة التي صاحبتها ملأت الفضاء، وصار الهواء مشحونًا بشيء مقلق، كأن الطبيعة نفسها تحذر من قدوم كارثة وشيكة. بدأت السماء تتلبد بالغيوم الداكنة، واختفت أشعة الشمس خلف ستار من السحب الثقيلة، ما جعل النهار يبدو كأنه تحول إلى ليل مفاجئ.

تزايدت سرعة الرياح حتى أصبحت تضرب الأرض بلا رحمة، وكأنها تدفع كل ما يقف في طريقها. الأشجار التي كانت شامخة بدأت تنحني، وصوت تكسر الأغصان تحول إلى سيمفونية مرعبة تختلط مع أصوات المعدن المتطاير والأسقف التي تمزقت من فوق المنازل. تطايرت الحطام في الهواء، وأصبحت السماء مشبعة بالغبار والحجارة الصغيرة التي لا يمكن تفاديها.

في الشوارع، بدأت السيارات تهتز وتتحرك من مكانها، وكأن قوة الرياح تستطيع أن ترفعها عن الأرض في أي لحظة. البيوت التي كانت تبدو آمنة بدأت تصدر أصواتًا غريبة، وكأنها تتألم تحت وطأة الرياح التي تضغط على نوافذها وجدرانها. السماء أضاءتها أحيانًا ومضات من البرق الذي كان يسبق صوت الرعد المدوي، في مشهد يضفي رهبة على الموقف. 

مع كل دقيقة تمر، كان الإعصار يزداد شدة، ويظهر في الأفق كوحش هائج، يدمر كل شيء في طريقه بلا تمييز. الناس احتموا في بيوتهم، وتجمعوا حول بعضهم البعض، عيونهم مليئة بالخوف وهم يستمعون إلى هدير الرياح، التي تبدو وكأنها تعلن عن قدوم نهاية وشيكة لكل ما هو حولها.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire