dimanche 6 octobre 2024

انتاج كتابي حول ضياع أخي في البحر

انتاج كتابي حول ضياع أخي في البحر 

كان يوماً مشرقاً من أيام الصيف، عندما قررت عائلتي قضاء يوم على شاطئ البحر. كان الجميع متحمسًا، خاصة أخي الصغير سامي. هو دائمًا عاشق للبحر والماء، وكان يتحدث طوال الطريق عن القلاع الرملية التي سيبنيها والسباحة التي ينتظرها بشوق. وصلت السيارة أخيرًا إلى الشاطئ، وهرع سامي ينزل حقائبنا ويركض بحماسة نحو الرمال، متحمسًا كما هو دائمًا.

بدأنا صباحنا بتفريغ الطعام والمظلة، ونصبنا كراسينا تحت ظل الأشجار المجاورة. أخذنا نراقب البحر الممتد أمامنا كلوحة زرقاء هادئة، وكانت الأمواج تتراقص برفق وكأنها تحتفي بقدومنا. جلس أبي وأمي يتحدثان مع بعضهما، بينما ركض سامي نحو الماء. لم أستطع مقاومة سحر البحر، فقررت اللحاق به لنبدأ يومًا مليئًا بالمرح والضحك.

أخذنا نبني القلاع الرملية ونسكب الماء في خنادقها، وأحيانًا نقفز لنواجه الأمواج الصغيرة التي تأتي لتلامس أقدامنا. كنت أراقب سامي وهو يقترب شيئًا فشيئًا من المياه العميقة، لكنني لم أكن قلقًا في البداية؛ فالطقس كان جميلًا والموج هادئ. ومع مرور الوقت، غفلت قليلاً عن مراقبته وانشغلت ببناء قلعة رملية جديدة.

فجأة، سمعت صوته ينادي من بعيد: "انظر يا أخي، أنا أقترب من المياه العميقة!" رفعت رأسي لأرى سامي وهو يقف بعيدًا جدًا عن الشاطئ، يواجه الأمواج الكبيرة التي بدت فجأة أكثر قوة. شعرت بالخوف يملأ قلبي. ركضت نحوه، وأنا أصرخ: "سامي، عد فورًا! الأمواج كبيرة جدًا!"

لكن قبل أن يصل صوته إليّ، ضربته موجة قوية، ورأيت جسده الصغير يختفي تحت الماء للحظة. تجمدت في مكاني، والذعر يتسرب إلى داخلي. لم أعد أرى سامي. أين هو؟ هل غرق؟ هل سيعود؟ هذه الأفكار كانت تدور في رأسي بسرعة مذهلة، وكل لحظة تمر كانت تزيد من خوفي.

ركضت نحو والديّ، أصرخ وأطلب المساعدة. في تلك اللحظة، تحرك الناس على الشاطئ بسرعة، وجاء المنقذ الذي كان يراقب البحر من بعيد. قفز إلى الماء بقوة وبدأ يسبح نحو المكان الذي رأينا فيه سامي آخر مرة. شعرت وكأن كل شيء حولي توقف، كأن الزمن نفسه تجمد. قلبي كان ينبض بسرعة وأنا أدعو الله أن يكون سامي بخير.

وبعد دقائق بدت وكأنها دهر كامل، رأينا المنقذ يرفع سامي من الماء. كان يبدو مرهقًا وخائفًا، لكن الحمد لله، كان حيًا. ركضت نحوه واحتضنته بشدة، وبدأت دموعي تنهمر دون توقف. شعرت براحة عارمة تجتاحني عندما رأيته أمامي سالمًا، لكن في داخلي كانت مشاعر مختلطة بين الفرح والخوف والامتنان.

في طريق العودة إلى المنزل، كان سامي جالسًا بجانبي، صامتًا لكنه بدا مرتاحًا. كان هذا اليوم درسًا لا ينسى لنا جميعًا. تعلمت أن الحذر هو المفتاح في كل لحظة، وأن البحر رغم جماله، يحمل قوة هائلة لا يجب أن نقلل من شأنها. أصبح سامي أكثر حذرًا في الأيام التالية، وكنت أنا أكثر يقظة لمراقبته، متأكدًا من أننا لن نمر بمثل هذه اللحظات المرعبة مرة أخرى.

كان ذلك اليوم محفورًا في ذاكرتي، وسيظل دائمًا درسًا لي ولعائلتي، حول قوة الطبيعة وأهمية الأمان والحذر.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire