انتاج حول زيارة منزل جدتك وتاثرت بصورة جدك المرحوم
في يوم مشمس من أيام العطلة الصيفية، قررت زيارة بيت جدتي الذي يبعد عن مدينتنا مسافة قصيرة. منذ أن توفي جدي، لم أزره كثيرًا، لكنني شعرت برغبة شديدة في العودة إلى هذا المكان الذي يحمل في طياته ذكريات طفولتي الجميلة.
عند وصولي، استقبلتني جدتي بابتسامة دافئة وعناق طويل. كان البيت كما هو، لكنه بدا لي أكثر هدوءًا وسكونًا من ذي قبل. كل زاوية في المنزل كانت تحمل في طياتها ذكرى لجدي، الرجل الذي كان دائمًا حاضرًا بضحكته الحكيمة وكلماته الطيبة.
بينما كنت أتجول في أرجاء المنزل، وقع بصري على صورة لجدي موضوعة على رف خشبي قديم في غرفة الجلوس. لم أتمكن من منع نفسي من التوقف أمامها. كانت الصورة قديمة بعض الشيء، لكنها حفظت ملامحه بكل وضوح. تلك النظرة التي لطالما شعرت بأنها تطمئنني وتدعوني للتفاؤل، والابتسامة التي كانت تمزج بين الحكمة والحنان.
جلست أمام الصورة، وغمرني شعور بالحنين. تذكرت الأوقات التي كنت أجلس فيها معه، يستمع إلى قصصي الصغيرة وكأنه يستمتع بكل كلمة أنطقها. كان يحكي لي عن حياته في أيام الشباب، وكيف كان يؤمن بأن العائلة هي أثمن ما يملكه الإنسان.
تأثرت كثيرًا بهذه الصورة، وكأنها كانت تربطني بروحه التي ما زالت تسكن هذا المكان. شعرت بالدفء والراحة، وكأن جدي ما زال معي، يرعاني ويهمس لي بأمل جديد.
هذه الزيارة لم تكن مجرد زيارة لبيت جدتي، بل كانت رحلة للعودة إلى ذكريات جدي وإلى كل ما علمه لي من قيم ومبادئ. غادرت المنزل وقلبي ممتلئ بالسلام، وشعرت أن جدي سيبقى دائمًا جزءًا مني، مهما مر الزمن.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire