dimanche 13 octobre 2024

انتاج كتابي جني الزيتون مع أسرتك

انتاج كتابي جني الزيتون مع أسرتك

الموضوع :

ذهبت أنت و اسرتك ذات مرة لجني الزيتون . صف أحد أفراد اسرتك ( أو اسرتك ) و هو يعمل.

التحرير :

ذهبنا في صباح مشمس مع أسرتي إلى بستان الزيتون لجني الثمار. الهواء كان يعبق برائحة الأرض الرطبة وأشجار الزيتون التي تملأ المكان بظلالها الوارفة. والدي، الرجل الذي عهدت إليه منذ الصغر العمل الدؤوب، كان يقف تحت شجرة زيتون قديمة، جذعها متعرج وأغصانها تتدلى بكثافة. كان يرتدي قبعته القماشية البنية التي طالما ارتداها في مواسم الحصاد، وملامحه تعكس مزيجًا من الجدية والحنان. تجاعيد وجهه بدت أكثر وضوحًا تحت ضوء الشمس الدافئ، لكنها كانت تحمل بين ثناياها قصصًا من سنوات طويلة في العمل والصبر.

كان يمسك بعصا طويلة، يوجهها بحرفية نحو الأغصان المثقلة بالزيتون الأسود والأخضر. بصبر ودقة، يحرك العصا ليهز الأغصان بلطف، فتتساقط حبات الزيتون كأنها قطرات مطر صغيرة على الأرض. ثم ينحني، بهدوء وتركيز، ليجمع الزيتون في سلة كبيرة وضعناها إلى جواره. يلتقط كل حبة وكأنها شيء ثمين، يضعها بحرص في السلة وهو يبتسم بخفة.

بين الحين والآخر، كان يرفع رأسه وينظر إلينا، أنا وأخوتي، بعينين تعكسان الرضا، ويقول مازحًا: "الزيتون لا يجنى بالكلام، ياجماعة، بل بالعمل!" فتعلو الضحكات حوله، لكننا نتجاوب معه بنشاط أكبر، فقد كانت كلماته تحفزنا على الاجتهاد. أمي، من جانبها، كانت تساعد في جمع الزيتون المتناثر على الأرض، وكانت تردد بعض الأغاني التقليدية التي توارثتها عن جدتها، فتمنح اللحظة روحًا خاصة وتجعلنا نشعر وكأننا جزء من تراث طويل يمتد عبر الأجيال.

مشهد والدي وهو يعمل، بهدوئه وحرفيته، كان دائمًا يلهمني. كانت يديه الخشنتين، التي عرفت العمل لسنوات طويلة، تجعلانني أرى في هذا الحقل صورة أعمق من مجرد جني الزيتون؛ كان الحقل ساحة للعطاء، والحياة، والصبر، والتضامن بيننا كعائلة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire