إنتاج كتابي حول زواج ابن و تخليه عن والديه
كان محمد الابن الوحيد لأسرته، تربى بين ذراعي والديه اللذين كرسا حياتهما لتربيته ورعايته. منذ طفولته، غمره والداه بحب واهتمام، وكانا دائمًا يسعيان لتوفير كل ما يحتاج إليه. مرت الأيام وكبر محمد، وبدأت حياته تأخذ مسارًا جديدًا عندما قرر الزواج.
مع بداية حياة محمد الزوجية، شعر والديه بالفرح لرؤيته يبدأ عائلة جديدة، لكن سرعان ما بدأت الأمور تتغير. فقد بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا عن منزله القديم وعن والديه. انشغل بحياته الجديدة، وأصبح وقت الزيارة أو الاتصال بهما نادرًا، وكأن الحواجز غير المرئية بدأت تفصل بينهم. كان والداه يحاولان تفهم انشغاله، وكانا يدعوان له بالسعادة مع زوجته.
لكن مع مرور الوقت، تحول ابتعاد محمد إلى نوع من النسيان. كانا ينتظران زيارته بشوق، لكن الأيام كانت تمر دون أن يأتي أو حتى يتصل. شعر والداه بالحزن والخذلان، فقد كانا يتوقعان أنه مهما كانت ظروفه الجديدة، لن ينسى أنهما قدما له كل شيء.
في يوم من الأيام، أصيب والده بوعكة صحية خطيرة، واضطرت والدته إلى الاتصال بمحمد لإخباره. توقعا أنه سيأتي على الفور ليكون بجوار والده، لكن محمد لم يتمكن من الحضور بسبب التزاماته العائلية والعملية. كان هذا اليوم نقطة تحول بالنسبة للوالدين، فقد أدركا أن ابنهما لم يعد كما كان، وأنه قد اختار أن يضع حياته الجديدة فوق كل شيء.
شعر محمد بمرور الوقت بالندم على تخليه عن والديه، وتذكر اللحظات الجميلة التي قضاها معهم، لكنه كان يخشى أن يكون الوقت قد فات. وحينما قرر زيارة والديه أخيرًا، وجد والده قد فارق الحياة، وكانت دموع والدته لا تجف على فقدانهما. أدرك محمد حينها حجم الخسارة التي تسبب فيها بابتعاده ونسيانه، وكم كان بإمكانه أن يجعل لحظاته مع والديه أكثر دفئًا وحنانًا.
هكذا كانت قصة محمد، التي تحمل في طياتها درسًا مهمًا حول بر الوالدين وعدم نسيان دورهما وتضحياتهما، مهما كانت متغيرات الحياة.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire