انتاج كتابي حول تزيين المدرسة قبل العودة المدرسية
في أحد أيام الصيف الحارة، جلس أحمد في غرفته يتأمل صورة قديمة التقطت له مع أصدقائه في ساحة المدرسة. شعر بشوق كبير لمكانه المفضل، تلك المدرسة التي قضى فيها أجمل أوقاته. لم يستطع الانتظار حتى يأتي العام الدراسي الجديد، وقرر أن يذهب إلى المدرسة لزيارتها. ارتدى ملابسه بسرعة وخرج متجهًا نحوها، وكانت الشمس ساطعة والطريق هادئًا.
عندما وصل أحمد إلى المدرسة، فوجئ بما رآه. بدت المدرسة مختلفة تمامًا عما كان يتذكره. كانت الطاولات مبعثرة، والأشجار متناثرة الأوراق، والجدران باهتة ومغطاة بالغبار. شعر أحمد بالحزن لرؤية مدرسته الحبيبة بهذا الشكل المهمل.
ولكن، فجأة خطرت على باله فكرة. قال في نفسه: "لماذا لا أقوم بتنظيم حملة لتزيين المدرسة قبل بدء العام الدراسي؟ سأجعلها أجمل مما كانت عليه." بادر أحمد على الفور بالاتصال بأصدقائه المقربين، ياسر ووليد وهالة، وشاركهم فكرته. استجاب الجميع بحماس للفكرة ووافقوا على القدوم صباح اليوم التالي للعمل معًا.
في اليوم التالي، تجمع الأصدقاء الأربعة في المدرسة وهم يحملون معدات التنظيف وأدوات الرسم وصناديق الزهور. بدأوا بالعمل بجد وحماس. كان ياسر يكنس الفناء، ووليد يرسم رسومات مبهجة على الجدران، بينما كانت هالة تزرع الزهور حول الممرات. أما أحمد، فكان يتنقل بينهم، يساعد هنا ويوجه هناك.
مع مرور الأيام، بدأت المدرسة تستعيد بريقها تدريجيًا. الجدران المرسومة بألوان زاهية، والأقسام التي أصبحت نظيفة ومرتبة، والأزهار التي أضافت لمسة من الحياة في الفناء. كانت الجهود المشتركة تظهر نتائج مبهرة.
في أحد الأيام، وبينما كانوا يضعون اللمسات الأخيرة، ظهر مدير المدرسة، الأستاذ خالد، وهو يتفقد المكان. توقف مذهولًا مما رآه. قال بابتسامة واسعة: "ما شاء الله! المدرسة تبدو رائعة! من قام بكل هذا العمل الجميل؟"
تقدم أحمد بفخر وقال: "نحن يا أستاذ... أنا وأصدقائي أردنا أن نعيد لمدرستنا جمالها."
رد المدير: "أنتم فعلاً أبطال! لم أكن أتوقع أن أرى المدرسة بهذا الجمال. أشكركم جميعًا من كل قلبي على هذه المبادرة."
شعر أحمد وأصدقاؤه بالفخر لسماع كلمات المدير. وأكمل الأستاذ خالد: "هذا العمل يعبر عن حبكم لمدرستكم وروح التعاون بينكم. سأحرص على أن يعرف الجميع ما فعلتموه وسنحتفل بهذا الإنجاز مع بداية العام الدراسي."
وبالفعل، في يوم العودة إلى المدرسة، وقف الأستاذ خالد أمام الطلاب والمعلمين وأشاد بالجهود التي بذلها أحمد وأصدقاؤه. قال: "بفضل هؤلاء الطلاب، أصبحت مدرستنا أجمل من أي وقت مضى. شكرًا لكم على هذه الجهود الرائعة." وقف الجميع يصفقون لهم، وشعروا بالفخر لإنجازهم.
كان هذا اليوم ليس فقط بداية لعام دراسي جديد، بل كان أيضًا بداية لروح جديدة من التعاون والتفاني بين طلاب المدرسة، حيث أدرك الجميع أن المدرسة ليست مجرد مكان للتعليم، بل هي بيت ثانٍ يحتاج إلى رعاية واهتمام دائم.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire