lundi 7 octobre 2024

تدريب على تحليل نص فلسفة - محور الخصوصية و الكونية

تدريب على تحليل نص فلسفة - محور الخصوصية و الكونية 

النص :

إن من يُؤمن بالأحكام المطلقة العابرة للثقافات يكون من ناحية أولى عُرضة لأن يرى في القيم التي اعتاد عليها قيما عالمية، وأن يمارس نوعا من التمركز الإثني  الساذج والدوغمائية العمياء. لكونه مقتنعا بأنه يمتلك بشكل دائم الحقيقة والصواب. ويُخشى أن يصبح خطيراً حقا يوم يقرّر أن العالم بأسره يجب أن يفيد من المزايا الخاصة بمجتمعه وأنه من أجل تنوير سكان البلدان الأخرى يحق له أن يحتلها ذاك كان المنطق الذي اعتمده منظرو الاستعمار في الماضي، والذي غالبا ما يلجأ إليه اليوم دعاة التدخل الديمقراطي أو الإنساني. أن شمولية القيم تهدد. اذن الفكرة القائلة بأن الشعوب متساوية فيما بينها، كما تهدد بالتالي عالمية الجنس البشري [...] من ناحية أخرى من يعتقد بأنّ الأحكام هي نسبية - قياسا الى حضارة أو مكان أو ظروف تاريخية فهو مهدد بدوره بالخطر، وان كان هذا الخطر معكوسا . اذا كان كل حكم قيمي خاضعا للظروف الا ينتهي بنا الأمر للتكيف مع كل شيء شرط أن يجري ذلك لدى غيرنا؟ [...] لا يقودنا هذا الأمر في النهاية لأن نترك كل واحد الى مصيره، بما في ذلك أنفسنا - لأن قيمنا ليست بالضرورة أفضل من قيم الآخر لفرط ما تتحوّل هذه النسبية الى نظام صارم فإنها تفضي الى العدمية.

الاجابة عن الأسئلة :

1- حدد اشكالية النص :

هل يحق لنا اتخاذ قيما ثقافية مخصوصة معياراً كونيا ؟ وإذا سلمنا بتنوع الثقافات ألا يفضي هذا الى تبرير اي سلوك؟

2- استخرج من النص معايير الحكم على الثقافات الأخري وبين حدودهما :

موقف دو غماني أعمى : ليس من مبرّر للحكم على الآخر المختلف تدافعة بشتى النعوت المشيئة انطلاقا من المعايير الغربية التي تدعي انها كونية ومطلقة وهو موقف دو عماني العمى لا يعترف بتنوع الثقافات. ذلك أن لكل مجتمع هويته الثقافية وما يميزه من محددات كالقيم أو العادات والتقاليد التي تؤثر في طريقة عيش مجتمع معين ونمط العلاقات بين أفراده. وطالما ان الهوية أساسها اجتماعي فإن الالتزام بالقواعد الأخلاقية والروحية السائدة في المجتمع هو الذي يتيح الحكم على الأفعال والتمييز بين الخير والشرب وتبقى المعايير القيمية مجتمعية ونسبية ومتغيرة

موقف نسبي عدمي: يرجع تنوع الثقافات والأحكام القيمية الى اختلاف الظروف الاقتصالية والاجتماعية والتاريخية باعتبار أن كل مجتمع له هويته الثقافية التي تختلف عن الآخر. وتتجسم هذه ة في اصدار أحكام. لكن تبرير الأفعال بحسب اختلاف الثقافات وارتباطها بالظروف والتكيف مع الواقع يؤدي الى العدمية وغياب المعيار القيمي. ولا بد بخلاف هذا من الاحتكام الى معايير قيمية حقوقية توحد البشر وتضبط السلوك والعلاقات.

3- اكشف عن أحد رهانات هذا النص :

من بين الرهانات الاعتراف بتنوع الثقافات واختلاف المعايير الأخلاقية تحررا من الاحكام الصادرة عن مركز ثقافي معين مثل القيم الغربية وادعاء الكونية. 

- من بين الرهانات ضرورة وضع سلم قيمي مشترك ويوجد جميع المجتمعات لتنظيم العلاقات وتوجيه الأفعال البشرية بدلا من تبرير أي سلوك وفق الظروف أو منظومة قيمية معينة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire