samedi 5 octobre 2024

انتاج كتابي حول مساعدة صديق فقير

انتاج كتابي حول مساعدة صديق فقير

 في صباح يوم خريفي هادئ، كانت الرياح الباردة تلامس وجهي بلطف وأنا أسير نحو المدرسة. كنت أفكر في الاختبار المهم الذي ينتظرني، لكن شيئًا ما شد انتباهي. على الطرف الآخر من الطريق، كان صديقي سالم يجلس وحيدًا بجانب حائط قديم يعلوه الغبار. وجهه كان شاحبًا، وعيناه تملؤهما نظرة حزن عميق. توقفت لبرهة، ثم قررت أن أتجه نحوه.

عندما اقتربت منه، لاحظت أن ملابسه كانت قديمة ومهترئة بعض الشيء، وحذاؤه قد تآكل بفعل الوقت. ألقيت عليه التحية وسألته: "سالم، ماذا بك؟ لماذا تجلس هنا وحدك؟". رفع رأسه ببطء، كأنه يثقل عليه الرد، وقال بصوت خافت: "ليس لدي رغبة في الذهاب إلى المدرسة اليوم. الأمور ليست على ما يرام في البيت."

شعرت بأن هناك أمرًا ما يجعله بهذا الحال. سألته بحذر: "ما المشكلة؟ هل حدث شيء؟". تنهد وقال: "والدي فقد عمله منذ أشهر، ونحن الآن نكافح من أجل توفير الأساسيات. أحيانًا لا نملك ما نأكله، ولا أستطيع شراء ما أحتاجه للمدرسة. حتى حذائي هذا بالكاد يتحملني." شعرت بأن قلبي انفطر لسماع كلماته، ولم أستطع تركه هكذا.

قررت أن أساعده بأي طريقة ممكنة. فبعد العودة إلى المنزل، تحدثت مع والدي عن حالة سالم. كان أبي دائمًا يعلمني أن مساعدة الآخرين من أجمل الأمور التي يمكننا فعلها. قال لي بحنان: "هذا اختبار لقلبك الطيب يا بني. نحن لا نستطيع مساعدة الجميع، لكن إن استطعت تغيير حياة شخص واحد، فهذا أمر عظيم." اتفقنا على شراء بعض الملابس والأدوات المدرسية لسالم، وأيضًا أعددنا سلة طعام لإرسالها إلى أسرته.

في اليوم التالي، عندما التقيت سالم، أخبرته أنني أود أن يصحبني إلى منزلي بعد المدرسة. نظر إلي باستغراب، لكنه وافق. عندما وصلنا، فوجئ بأننا قد حضرنا له ملابس جديدة وحذاءً، بالإضافة إلى حقيبة مليئة بالكتب والأدوات التي يحتاجها. رأيت عينيه تلمعان بالدموع، لكنه ابتسم أخيرًا، ابتسامة صافية لم أرها منذ مدة.

في الأيام التالية، بدأت ألاحظ كيف تحسنت حالته. أصبح يذهب إلى المدرسة بانتظام، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه. لم يعد يجلس وحيدًا في زاوية الساحة أثناء الفسحة، بل بدأ يشاركنا اللعب والضحك من جديد. وكان الجميع في المدرسة يلاحظون التغيير الذي طرأ عليه.

لكن القصة لم تنتهِ هنا. قررنا أنا ومجموعة من الأصدقاء أن نقوم بجمع بعض الأموال لنساعد سالم بشكل أكبر. نظمنا حملة صغيرة بين التلاميذ، ونجحنا في جمع مبلغ يكفي لتغطية مصاريف بعض الأشياء الإضافية التي يحتاجها. لم يكن الأمر مجرد مساعدة مادية، بل كان نوعًا من الدعم المعنوي الذي أعاد له الأمل والفرحة.

مرت الأسابيع، وتحول سالم من ذلك الفتى الحزين المنعزل إلى صديق مرح يحب الحياة. تعلمت من هذه التجربة أن المساعدة ليست مجرد أشياء مادية نقدمها، بل هي تعبير عن التضامن والمحبة. الحياة قد تكون قاسية أحيانًا، لكننا نستطيع أن نخفف عن بعضنا البعض بتصرفات بسيطة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا.

واليوم، كلما رأيت سالم يضحك ويشارك في الأنشطة المدرسية، أشعر بفخر داخلي. لقد كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مساعدته نقطة تحول لكلينا، لأنني اكتشفت أن العطاء لا يُقاس بما نقدمه، بل بما نشعر به ونحن نرى من حولنا يبتسمون.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire