vendredi 4 octobre 2024

انتاج كتابي حول الفلاح

انتاج كتابي حول الفلاح 

في صباح يوم مشمس، دخل معلمنا إلى الفصل بابتسامة هادئة وقال: "أعزائي التلاميذ، أريد من كل واحد منكم أن يقوم ببحث عن إحدى المهن المهمة في مجتمعنا". ثم أضاف: "ماذا لو بدأنا بمهنة الفلاح؟ أريد منكم أن تكتبوا عن هذه المهنة وكيف يعيش الفلاح يومه". نظرت إلى زملائي، وكانت الحماسة واضحة على وجوههم. لكنني كنت أفكر: كيف يمكنني كتابة بحث جيد عن الفلاح؟ لم أكن أعرف الكثير عن حياته اليومية.

عندما عدت إلى المنزل، أخبرت والدي عن البحث الذي كلفني به المعلم. ابتسم وقال: "لماذا لا نقوم بزيارة إلى مزرعة جدك؟ هناك يمكنك أن ترى بنفسك كيف يعمل الفلاح وتكتب عن تجربتك". تحمست للفكرة، فلطالما أحببت زيارة مزرعة جدي في الريف، حيث الهواء النقي والمزارع الواسعة.

في اليوم التالي، استيقظت باكرًا وركبت السيارة مع والدي متجهين إلى الريف. كلما اقتربنا من مزرعة جدي، كانت الأشجار تزداد كثافة والحقول تمتد إلى الأفق. عندما وصلنا، استقبلنا جدي بابتسامة عريضة وقال: "مرحبًا بكم في مزرعتي الصغيرة!" نظرت حولي، فرأيت الحقول الخضراء وقد بدأت النباتات تنمو، والطيور تحلق في السماء الصافية.

بدأ جدي بشرح يومه كفلاح. قال لي: "أنا أستيقظ مع شروق الشمس، لأبدأ عملي في الحقل. أعتني بالنباتات وأسقيها وأتأكد من أنها تحصل على ما تحتاجه لتنمو". ثم قادني إلى الحقل حيث كان يعمل. كانت يداه خشنين من كثرة العمل، لكنه كان يبدو سعيدًا ومرتاحًا.

جلست إلى جانبه أراقبه وهو يحفر الأرض بمجهوده، وقال لي بابتسامة: "الزراعة تحتاج إلى صبر. كل شيء هنا يعتمد على الفلاح وعلى عنايته. إن أحببت الأرض وعاملتها بلطف، ستمنحك الخير الكثير". كانت كلماته تداعب قلبي، وبدأت أفهم حقًا كم هي مهمة مهنة الفلاح.

بعد الظهر، جلسنا تحت شجرة كبيرة لنأخذ استراحة. قدم لنا جدي خبزًا طازجًا مع زيت الزيتون من محصوله. كان الطعم لذيذًا، وشعرت بالامتنان لكل هذا الخير الذي نأكله يوميًا، بفضل الفلاحين.

عندما حان وقت العودة إلى المنزل، شعرت أنني قد تعلمت الكثير. أدركت أن الفلاح ليس مجرد شخص يزرع الأرض فقط، بل هو جزء لا يتجزأ من حياتنا. بدون جهده وتفانيه، لن يكون لدينا الخضروات والفاكهة التي نأكلها كل يوم.

في اليوم التالي، كتبت بحثي عن مهنة الفلاح بكل حماسة. تحدثت عن جدي وتجربتي في المزرعة، وكيف أن الفلاح يواجه تحديات كثيرة، لكنه يبقى صبورًا ومثابرًا. عندما قرأت بحثي أمام المعلم وزملائي، شعرت بالفخر أنني قدمت شيئًا من القلب، مستندًا إلى تجربة حقيقية.

وفي نهاية البحث، كتبت: "مهنة الفلاح هي واحدة من أهم المهن في مجتمعنا. بفضل جهوده، نتمتع بالخير والبركة في حياتنا اليومية. إن العمل في الزراعة ليس سهلاً، ولكنه يعكس حبًا كبيرًا للأرض والحياة."



0 commentaires

Enregistrer un commentaire