نص فلسفة الدولة مع الإصلاح - محور الدولة : السيادة و المواطنة
النص :
فلتعلم أنّ ثمة سبيلين للقتال احدهما بالقانون والآخر بالقوة ويلجأ البشر إلى الأول أما الحيوانات فتلجأ إلى الثاني. ولكن لما كانت الطريقة الأولى غير كافية في غالب الأحيان يجب على الإنسان أن يلجأ إلى الثانية. ومن ثمة يتعين على الأمير أن يتقن استخدام كليهما [..] إذ توجب على الأمير أن يتشبه بطبيعة الحيوان فليختر الثعلب والأسد معا لأنّ الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الشراك والثعلب لا يتمكن من الدفاع عن نفسه أمام الذئاب. لذلك يتحتم عليه أن يكون ثعلبا ليعرف الفخاخ وأسدا ليرهب الذئاب [..] غير أنه من الأفضل للأمير أن يخفي جيدا هذه الصفة وأن يكون مداهنا ومنافقا كبيرا. فالناس على درجة من البساطة تدفعهم إلى الخضوع للضرورات ولهذا فان من يتقن الخداع يحب دوما من ينخدع [..] لا يستطيع الأمير [..] أن يتمسك بالفضائل التي تجعل الناس جديرين بالثناء لأنه يضطر أحيانا في سبيل الحفاظ على سلطته إلى أن يعمل بما يناقض العهود والرحمة الإنسانية والدين. فيجب أن يمتلك عقلا قادرا على التوجّه بحسب الحظ وبحسب التغيرات التي تشهدها الأوضاع.
ماكيافيل "الأمير"
الإجابة عن الأسئلة :
1- حدد إشكالية النص :
- ما أساس الدولة ؟ و ما الذي يبرر سيادتها و سلطتها ؟ و هل القانون أداة وحيدة للتحكم في الشعب أم يحتاج الأمر الى القوة ؟
2- ما مبررات التسلط ؟
- يجب على الأمير أن لا يبني سلطته على الأخلاق و مبدأ الفضيلة بل على فساد الطبيعة البشرية و تناقضاتها الداخلية أي تناقضات الحب و الكراهية ، الخوف و المكر و الطمع و الجبن ، فالناس ناكرون للجميل منقلبون مراءون و ميالون الى تجنب الأخطار و شديدو الطمع لذلك لذلك ينصح ماكيفيلي الأمير بضرورة إقامة سياسة على فهم حقيقي لطبيعة البشر .
3- إنطلاقا من النص بين علاقة الأمير بالأفراد :
- الفعل السياسي فعل يستدعي إستعمال العنف و يشهد التاريخ أن عالم السياسية التاريخية هو عالم القوة و إن الحق الوحيد التي تقوم عليه سلطة الأمير هو حق القوة و الترهيب أكثر من الرأفة و اللين . بما أن الدولة قوة فلها الحق في أن تدافع عن نفسها بكل الوسائل الممكنة فاستمرارها رهين بقوتها التيتؤمن سيادتها " يتعين على رجل الدولة أن يكون ثعلبا حتى يستطيع أن يتعرف مواقع الفخاخ و أن يكون أسدا حتى يكون في إمكانه أن يخيف الذئاب "
0 commentaires
Enregistrer un commentaire