mercredi 25 septembre 2024

وصف المدرسة

وصف المدرسة 

مدرستي هي مكان ينبض بالحياة، مليء بالذكريات واللحظات التي تشكلت بين جدرانها. كل صباح، عندما أصل إلى المدرسة، أجد نفسي أمام ساحة واسعة تنتظر أن تمتلئ بحركة التلاميذ وأصواتهم. الساحة تبدو وكأنها قلب المدرسة، تحيط بها الأشجار الخضراء التي تمدنا بظلها في أيام الصيف الحارة. هنا، نقضي معظم أوقات الاستراحة، نركض ونلعب وننسى كل ما يتعلق بالدروس لبضع دقائق.

عندما أدخل إلى أحد الأقسام، أشعر بأنني دخلت إلى عالم خاص. باب القسم خشبي كبير، وعندما أفتحه، أجد نفسي في غرفة مليئة بالطاولات والكراسي المرتبة بعناية، وكأنها تنتظر قدومنا بفارغ الصبر. الجدران مزينة برسومات ملونة، بعضها رسمناه بأنفسنا، وبعضها الآخر يحتوي على لوحات تعرض أعمالنا الفنية والكتابية. كل لوحة تحمل قصة، وكل رسمة تذكرني بلحظات قضيناها معاً، نتعلم ونبدع.

في داخل القسم، التلاميذ يجلسون بانتباه، عيونهم تتابع المعلم وهو يشرح الدرس. هناك سبورة كبيرة في مقدمة الصف، عليها يكتب المعلم المفاهيم الجديدة بخط واضح، ونحن نتابع بشغف. المعلمون هنا ليسوا مجرد معلمين، بل هم أصدقاء ومرشدين. يتجولون بين الطاولات، يشرحون لنا ما يصعب علينا فهمه، ويشجعوننا دائماً على طرح الأسئلة والتفكير بشكل أعمق. عندما يعطوننا واجباً منزلياً، يشعروننا بأنه فرصة للتعلم والاستكشاف وليس مجرد مهمة علينا إنجازها.

في الساحة، بعد انتهاء الحصص، يتحول المكان إلى عالم من الحركة والضحك. بعض التلاميذ يركضون خلف كرة القدم، يحاولون تسجيل هدف في مرمى مكون من حجارة صغيرة. آخرون يجلسون في زوايا الساحة، يتحدثون ويضحكون، يتشاركون أحاديثهم حول الدروس أو الخطط لعطلة نهاية الأسبوع. أحياناً، ينضم إلينا بعض المعلمين، يتبادلون معنا أطراف الحديث، يعطوننا نصائح حول الحياة، أو يروون لنا قصصاً من أيام طفولتهم.

المدرسة ليست فقط مكاناً نتعلم فيه الرياضيات أو اللغة العربية، بل هي أيضاً مكان نتعلم فيه كيف نكون أصدقاء، وكيف نواجه التحديات معاً. نتعلم كيف نحترم الآخرين ونساعد من يحتاج إلى المساعدة. كل زاوية في مدرستي تحمل ذكرى، سواء كانت لحظة نجاح في امتحان صعب أو ضحكة جماعية أثناء الاستراحة.

وفي نهاية اليوم، عندما تدق الساعة معلنة نهاية الحصص، نشعر بأننا نغادر جزءاً من حياتنا اليومية، لكننا نعلم أننا سنعود في الغد لنعيش مغامرات جديدة، ونكتب فصلاً جديداً في قصة مدرستنا الجميلة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire