samedi 14 septembre 2024

وصف عروسة

وصف عروسة 

 في زاوية الغرفة المليئة بدفء الطفولة، كانت تقف عروسة جميلة، وكأنها أميرة من حكايات الخيال. تلك العروسة لم تكن مجرد دمية بل كانت روحًا تنبض بالأحلام والأمنيات. كانت ترتدي ثوبًا ناصع البياض من الساتان الناعم، تزينه أزهار وردية صغيرة كأنها نقط من الندى، مرصوصة بعناية واهتمام. عندما تلامس عيناك الثوب، تشعر وكأنه يروي قصة حب بريئة خُيطت بخيوط الأمل.

شعرها الذهبي الطويل ينسدل في خصلات رقيقة تتماوج مع كل نسمة هواء خفيفة. كانت هناك خصلة مثبتة بدبوس على شكل وردة، مما يعطيها مظهرًا طفوليًا أنيقًا. العروسة كانت تملك عيونًا زرقاء لامعة، تشع بالحيوية وتملؤها نظرة حنان وفضول، وكأنها تنتظر سماع قصص الطفولة التي تروى لها كل مساء. خدودها محمرة بلطف، وشفتاها مرسومتان بلون وردي فاتح يتناغم مع ابتسامتها الخفيفة التي تخفي خلفها شقاوة بريئة.

تزين رأسها تاج صغير مصنوع من حبات اللؤلؤ، وكأنه تاج أميرتها الصغيرة. كانت تمسك في يديها الناعمتين سلة صغيرة مملوءة بالورود المتنوعة، مما يضفي عليها لمسة من الجمال الطبيعي وكأنها على وشك تقديم تلك الزهور كهدية لمن تحب. تنورة ثوبها الواسعة تتمايل برقة مع كل حركة، وكأنها ترقص على أنغام موسيقى هادئة في خيال الطفلة التي تتخيلها.

كانت العروسة تجذب الأنظار إليها برقتها وهدوئها، ليس فقط بجمالها الظاهر، بل بروحها التي تفيض بالألفة. عند النظر إليها، تخطر في البال تلك اللحظات الدافئة التي قضتها الطفلة معها، الساعات الطويلة من اللعب، والضحكات البريئة، والأسرار الصغيرة التي لا تُحكى إلا بين الأصدقاء المقربين. كانت العروسة تحمل في طياتها ذكريات وأحلامًا، وكأنها رفيقة الطفلة في كل مغامرة خيالية تعيشها.

بينما كانت العروسة تقف في تلك الزاوية، كانت تملأ الغرفة بنبض الحياة، وكأنها تهمس لمن يراها: "أنا أكثر من مجرد لعبة، أنا جزء من الحكاية، أنا صديقة الطفولة التي تبقى ذكراها حتى بعد أن يكبر القلب."



0 commentaires

Enregistrer un commentaire