التمايز بين الأخلاق والسعادة - محور الأخلاق و السعادة
1- المعاني و الأسس :
مبادئ الاخلاق هي مبادئ عقلية: الإرادة الخيرة والنية الطيبة المبادئ الأخلاقية تتخذ مقرها في العقل في مقابل السعادة الصادرة عن التجارب الاجتماعية - الإرادة الخيرة إرادة مستقلة عن الدوافع والمنافع وتظل خيرة حتى لو عجزت عن تحقيق نتائجها شرط توفر النية الطيبة واستيفاء جميع الوسائل إن الإرادة حسب كانط هي الخير الوحيد الأسمى وهي مصدر القانون الأخلاقي والواجب. ان الواجب الأخلاقي واجب عقلي أساسه النية الطيبة و الإرادة الخيرة. وهكذا يكتسي الفعل قيمة أخلاقية حينما يعبر عن التزام ذاتي أي احتكام للعقل والإرادة الخيرة ومبتغاه الخير في ذاته. يميز كانط بين صنفين من الأمر ، الأمر القطعي و الأمرالشرطي.
الأمر الشرطي : هو الأمر الذي يكون فيه الفعل مشروطا بنتيجته، ومرتبطا بالواقع التجريبي، وتحكمه غانية. مثال : التأجر الذي يتجنب الغش حفاظا على حرفائه إن الأمر الشرطي غير ملزم ، بل يبقى من خيار ذاتي محدد بحسب رغبة الفرد، و هو الأمر الذي يدعونا إلى الفعل في سبيل إرضاء المنفعة وتحقيق السعادة
الأمر القطعي : يتم فيه الفعل تمثلا للقانون و احتراما للواجب ، يكون مستقلا عن إرادة الأفراد ، متعاليا عن كل واقع تجريبي والذي في إطاره تكون الإرادة متحررة من كل انفعال أو منفعة ويكون ملزما لجميع الذوات الإنسانية.
2- الشروط :
من شروط الاخلاق استبعاد النفعية / المنفعة (ينبني الفعل على نتائجه وما يدره من منافع و تعريف الخير على انه ما هو نافع اما الشر فيظهر فى شكل خسارة وحزن والم بقدر ما يحقق الانسان منفعة يبلغ السعادة - المنفعة فردية مصلحة خاصة ومنفعة جماعية واساسها الفرد تصور براغماتي نفعي و هذا في نظر كانط عائق امام الاخلاق.
الاخلاق- تحرر من الدوافع والميولات اما السعادة فهي تحقيق الرغبة و الفعل الاخلاق نابع عن امر قطعي في حين السعادة ترتبط بمصالح شخصية ومنافع وظروف
3- الغايات :
الفعل الأخلاقي لا غاية له سوى الخير في ذاته في مقابل السعادة والنتائج المادية والمنافع ما يجعل الإرادة خيرة ليس ما تحققه من نجاح ولا قدرتها على أن تصل إلى هذا الهدف أو ذاك فالإرادة خيرة لأنها خيرة في ذاتها". لكن يعتبر كانط أن الأخلاق لا تعلمنا أن نكون سعداء، بل كيف نكون أهلا لها، يقول كانط :" أن أكون سعيدا هو الرغبة الضرورية لكل كائن عاقل".
"إن الإرادة الخيرة تشكل الشرط اللازم لكل ما يجعلنا جديرين بأن نكون سعداء"
0 commentaires
Enregistrer un commentaire