lundi 16 septembre 2024

وصف متحف باردو ثامنة أساسي - إنتاج كتابي

وصف متحف باردو ثامنة أساسي - إنتاج كتابي 

زيارتي إلى المتحف الوطني بباردو كانت تجربة لا تُنسى، حيث يُعد المتحف من أهم المعالم الثقافية في تونس ومن بين أعظم المتاحف في العالم. يقع المتحف في مدينة باردو التي تبعد حوالي 4 كيلومترات عن العاصمة تونس، وهو يُعتبر ثاني أكبر متحف في العالم من حيث عدد لوحات الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا. هذه الزيارة فتحت أمامي نافذة على عصور وحضارات مختلفة مرّت على تونس عبر آلاف السنين.
عندما دخلنا المتحف، كان المكان يعج بالتاريخ والحضارة. القاعات الفسيحة تروي قصصًا من الماضي. تميز المتحف بمقتنياته الثمينة التي تزيد على 130 ألف قطعة أثرية موزعة على خمسة أقسام رئيسية، أهمها تلك التي تضم مجموعة ضخمة من الفسيفساء الرومانية. هذه اللوحات الفنية التي تعود إلى القرنين الثاني قبل الميلاد وما بعد القرن السادس الميلادي جعلتني أتأمل كيف كان الحرفيون في ذلك الوقت قادرين على إنشاء مثل هذه الأعمال الفنية المبهرة.
أثناء التجوال بين القاعات، شعرت وكأنني أسافر عبر الزمن. كانت الفسيفساء الرومانية تلفت الأنظار بألوانها المتنوعة وتفاصيلها الدقيقة. إحدى اللوحات التي أسرتني هي تلك التي تمثل الشاعر فيرجيل محاطًا بربات الفنون، والتي تمثل قمة الإبداع في تلك الحقبة. بالإضافة إلى لوحة "انتصار نبتون"، التي تجسد مشاهد أسطورية بطريقة مذهلة تجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من تلك العصور القديمة.
وهو يضم أيضًا مجموعة كبيرة من التحف التي تنتمي إلى الحضارات القرطاجية والإسلامية، حيث تعرض أدوات وحلي تعكس حياة تلك العصور. كل قطعة هنا تحمل في طياتها قصة، وكل ركن يُبرز عظمة حضارة مرت من هنا وتركَت بصمتها.
عندما وصلنا إلى قاعة قرطاج، كانت التماثيل الكبيرة والأسلحة الأثرية تأخذنا إلى عصور الفتوحات والمعارك. شعرت بالفخر بأنني أنتمي إلى بلد مرّت عليه حضارات عظيمة تركت لنا إرثًا تاريخيًا نفتخر به. كما أن القاعات التي تضم الفسيفساء المسيحية تروي قصصًا دينية وفنية مميزة تعكس التنوع الثقافي الذي عاشته تونس.
في نهاية جولتنا، جلسنا في حديقة المتحف التي تُطل على أروقة وأجنحة المتحف، حيث كانت الزخارف الأندلسية تزين الجدران والساحات، مما أضاف لمسة من الجمال الشرقي للمكان. كانت هذه اللحظات مليئة بالهدوء والتأمل، حيث شعرنا بأننا لم نزر متحفًا فقط، بل خضنا رحلة عبر الحضارات.
عند العودة إلى المدرسة، شعرت أنني اكتسبت معرفة جديدة وأدركت أهمية التراث الثقافي الذي يربطنا بالماضي. متحف باردو ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو شهادة حية على تاريخ تونس الغني الذي يجب أن نحافظ عليه ونعتز به.


0 commentaires

Enregistrer un commentaire