lundi 9 septembre 2024

انتاج كتابي حول رحلة إلى مدينة القيروان

انتاج كتابي حول رحلة إلى مدينة القيروان

في صباح يوم مشمس وصافٍ، استعدت لرحلتي إلى مدينة القيروان، المدينة التي عُرفت بتاريخها العريق وجمالها الفريد. كان قلبي مليئاً بالحماس والفضول لاكتشاف أسرار هذه المدينة القديمة، التي تعتبر من أعرق المدن الإسلامية في تونس.

وصلنا إلى القيروان، وسرعان ما شعرت بأنني دخلت عالماً مميزاً. بدأت جولتنا بزيارة جامع عقبة بن نافع، الذي يُعد من أبرز المعالم التاريخية في المدينة. كان الجامع بمساحته الشاسعة وساحته الواسعة، يشعّ بجماله المعماري. دخلت إلى داخل المسجد، وأحسست بهالة من السكينة والهدوء التي أحاطت بي. أعجبتني النقوش الرائعة والزخارف الإسلامية التي تزين الجدران والأعمدة. وكانت المئذنة الضخمة ترفع رأسها بفخر إلى السماء، تذكرني بعظمة الماضي ومجد الحضارة الإسلامية.

بعد قضاء وقت ممتع في الجامع، توجهنا إلى أسواق القيروان القديمة، حيث يعمّ المكان بالحركة والحيوية. لفتت انتباهي اللمسات الفنية الجميلة التي تزين المتاجر، ومن أبرزها الزربية القيروانية الشهيرة. كانت الزرابي ملونة بتصاميم معقدة وذات ألوان دافئة، تعكس براعة الحرفيين القيروانيين. تجولت بين المحلات، واستمتعت بمراقبة الحرفيين وهم ينسجون الزرابي بأيدٍ ماهرة. وقد شرح لي أحدهم بفخر عن تاريخ هذه الزرابي، قائلاً إن كل نقش فيها يحكي قصة، وكل خيط ينقل لمسة من التراث العريق للمدينة.

ثم انتقلنا إلى المدينة العتيقة، حيث تجولت بين الأزقة الضيقة والمباني القديمة. كانت الشوارع مليئة بالحياة والضوضاء، وكان كل مكان يحمل لمسة من تاريخ القيروان. لفتت انتباهي البيوت ذات الأبواب الخشبية المنقوشة والنوافذ المزيّنة بالبلاط الملون، والتي أعطت المدينة طابعاً خاصاً ومميزاً.

وفي وقت الظهيرة، اخترنا أحد المطاعم الشعبية لتناول وجبة تقليدية. جلست في مطعم صغير مليء بالدفء والودّ، حيث قدمت لنا أطباق القيروان الشهيرة. تناولنا طعاماً لذيذاً، حيث كانت النكهات تتناغم بشكل رائع، وكانت الوجبة تعكس أصالة المطبخ القيرواني.

مع حلول المساء، وقفت على أطراف المدينة، وتطلعت إلى الأفق، حيث غروب الشمس الذي غمر الأفق بألوان دافئة. شعرت أنني قد عشت يوماً مميزاً ومليئاً بالاكتشافات. القيروان لم تكن مجرد مدينة تاريخية، بل كانت تجربة عميقة، رحلة عبر الزمن.

ودّعت القيروان وقلبي مليء بالذكريات الجميلة والتجارب الفريدة التي عشتها. أتمنى أن أعود يوماً لاستكشاف المزيد من جمالها وتاريخها العريق.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire