jeudi 5 septembre 2024

انتاج كتابي حول نظافة الشاطئ

انتاج كتابي حول نظافة الشاطئ

المقدمة :

 في صباح يومٍ مشرق، استيقظتُ بحماسٍ كبير لأننا كنّا قد خططنا للذهاب إلى الشاطئ لقضاء يومٍ مليء بالمرح. جهّزتُ حقيبتي وأخذتُ معي المظلة والكُرة وبعض الألعاب الرملية. كانت أمي تُحضّر السندويشات اللذيذة، بينما كان أبي يجهّز السيارة. كان الجميع مبتسمًا ومتحمسًا للذهاب.

الجوهر :

عندما وصلنا إلى الشاطئ، كنت أتوقع أن أرى الرمال الذهبية النظيفة، والمياه الصافية. لكن للأسف، صدمتني رؤية القمامة متناثرة هنا وهناك: أكياس بلاستيكية طائرة مع الريح، وقوارير فارغة على الرمال، وحتى بقايا طعام ملقاة بطريقة غير حضارية. أحسستُ بضيقٍ في صدري لأن هذا المشهد كان بعيدًا عن جمال الطبيعة الذي أحببته.

 اقتربت من والديّ وقلت لهما: "لماذا لا ننظف الشاطئ؟ سيكون أجمل بكثير بدون كل هذه النفايات." تبسمت أمي وقالت: "فكرة رائعة يا بني، لنبدأ الآن!"

أخذنا أكياسًا من السيارة وبدأنا بالعمل. في البداية، كنت أشعر بالتردد قليلاً؛ كان هناك الكثير من القمامة ولم أكن أدري من أين أبدأ. لكن عندما انضم لي والدي وأختي الصغيرة، شعرت بالحماس يتسلل إلى قلبي. كنا نمشي على طول الشاطئ، نلتقط كل ما نجده من نفايات. كنت أركز على القطع الصغيرة مثل الأغطية البلاستيكية وأعواد الآيس كريم، بينما كان والدي يجمع القوارير والزجاجات الكبيرة. كانت أمي تجمع بقايا الطعام وتضعها في أكياس منفصلة.

شيئًا فشيئًا، بدأت أرى التغيير. تلك البقع المليئة بالقمامة تحولت إلى مساحات نظيفة ولامعة. كنا نعمل بجد، وأحيانًا كنت أتوقف لأراقب البحر وهو يتلألأ تحت أشعة الشمس، فأشعر بأنني أساعد في حمايته من الأذى. كلما جمعنا المزيد من النفايات، شعرت بفرحة داخلية وكأنني أساهم في إعادة الجمال لهذا المكان الذي أحبه.

وبينما كنا نعمل، لاحظنا أن بعض العائلات الأخرى بدأت تنتبه لما نقوم به. رأيت مجموعة من الأطفال يقتربون منا بحذر، فسألتهم: "هل ترغبون في مساعدتنا؟" تبادلوا نظرات مترددة، لكن بعد لحظات، بدأوا في الانضمام إلينا. سرعان ما تحول الشاطئ إلى ورشة عمل جماعية، الجميع يعمل معًا بروح مرحة. كنا نضحك ونتحدث أثناء العمل، وحتى أختي الصغيرة كانت تساعد رغم صغر سنها.

استغرقنا حوالي ساعة في تنظيف جزء كبير من الشاطئ، وبعدها بدأنا نشعر بالتعب. جلسنا تحت ظل شجرة كبيرة لنستريح، وأخرجت أمي الطعام اللذيذ الذي كانت قد أعدته. بينما كنا نتناول الطعام، كانت نظراتنا تتجه نحو الشاطئ الذي أصبح الآن نظيفًا ومشرقًا. كان شعورنا بالفخر لا يوصف، خاصةً عندما رأينا الأطفال الآخرين يلعبون ويستمتعون في مكان نظيف وآمن.

بعد أن استعدنا طاقتنا، عدنا لنستكمل العمل في تنظيف الزوايا المتبقية من الشاطئ. لم يكن الأمر سهلاً، فقد كان علينا أحيانًا النزول بالقرب من الصخور لالتقاط قطع القمامة العالقة. رغم الجهد، كانت الضحكات تتعالى في كل مرة ينجح فيها أحدنا في إخراج قطعة صعبة أو يكتشف شيئًا غريبًا. وجدت أختي صدفة كبيرة وكانت متحمسة لتريها لنا جميعًا، وكان ذلك يضفي جوًا من المرح على العمل.

مع غروب الشمس، اكتمل العمل وأصبح الشاطئ نظيفًا كما حلمنا. اجتمعنا جميعًا، نحن ومن انضم إلينا من العائلات، لالتقاط صورة تذكارية مع الشاطئ اللامع في الخلفية. شعرت في تلك اللحظة بأننا لسنا فقط زوارًا لهذا المكان، بل حماة له. غادرنا المكان وقلوبنا مليئة بالرضا والفرح.

الخاتمة :

لقد تعلمت في ذلك اليوم أن الجمال لا يكون فقط في التمتع بالطبيعة، بل في المساهمة في الحفاظ عليها. أصبحت أكثر وعيًا بأهمية العناية بالبيئة وأدركت أن كل جهد نبذله، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.

بالفعل، كان يومًا لن أنساه أبدًا، وأتمنى أن يكون لكل طفلٍ فرصة مثلي ليتعلم كيف يكون جزءًا من حماية جمال الطبيعة التي تُضفي على حياتنا السعادة والبهجة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire