انتاج مقارنة بين قصائد الشعراء - الشعر الجاهلي - ثانية ثانوي

انتاج مقارنة بين قصائد الشعراء - الشعر الجاهلي - ثانية ثانوي

الموضوع :

قارن بين النصوص التي شرحتها في الشعر الجاهلي مستخرجا صفقات الفخرية التي قدمها كل شاعر .

التحرير :

في الشعر الجاهلي، تميز كل شاعر بفخره بصفات تعكس قيمه وأسلوب حياته، متأثرًا بظروفه الاجتماعية والثقافية. من خلال مقارنة النصوص المختلفة، نلاحظ تباينًا في كيفية تعبير الشعراء عن هذه القيم. في قصيدة "لخولة أطلال" لـ طرفة بن العبد، يتمحور الفخر حول استحضار ذكريات الحبيبة والوقوف على الأطلال. الأطلال تصبح رمزًا للحنين واستمرارية الذكريات، حيث يعبر الشاعر عن عمق ارتباطه بالمكان والزمان من خلال وصف الطلل كآثار للقاءات الماضية. في هذا السياق، يعبر عن فخره بالحبيبة وجمالها الذي لا يزال عالقًا في ذاكرته، وهو ما يعكس رؤية فلسفية عن الزمن والفناء. يرتبط المكان بالحبيبة بشكل وثيق، ويصبح الفخر هنا امتزاجًا بين العاطفة والجمال.

في قصيدة "ثلاث هن من عيشة الفتى"، نجد أن طرفة بن العبد أيضًا يفخر بكرمه وشجاعته وحبه للملذات، حيث يعلن أنه دائمًا ما يكون مستعدًا لإغاثة المحتاجين ويعتبر الكرم والشجاعة من أهم الفضائل التي تعزز مكانته بين قومه. بالإضافة إلى ذلك، يعبر عن استمتاعه بالحياة، دون أن يكترث بلوم الآخرين، مما يعكس فلسفته في العيش بحرية.

من جهة أخرى، عنترة بن شداد في قصيدته "أغشى الوغى عند المغنم" يمزج بين الفخر بالقوة الحربية والخصال الأخلاقية. عنترة يتفاخر بكونه فارسًا مغوارًا لا يهاب المعارك، ما يعزز صورته كبطل قوي في ساحة الحرب، لكنه في نفس الوقت يظهر نبل أخلاقه من خلال حديثه عن العفة والنقاء، ليجمع بذلك بين القوة والفضيلة.

أما حاتم الطائي في قصيدته "ليس على ناري حجاب"، فيكرس الفخر بشكل أكبر للكرم. فهو الشاعر الذي يشتهر بأن ناره دائمًا مشتعلة، دلالة على استعداده الدائم لإكرام الضيوف، وهي صفة تعتبر من أعلى القيم في المجتمع الجاهلي. بالإضافة إلى الكرم، يتحدث عن العفة والنقاء الأخلاقي، مما يعزز من صورته كشخصية مثالية تتميز بالفضائل الاجتماعية والأخلاقية.

بالمجمل، تجمع هذه القصائد بين الفخر بالقوة والشجاعة، والكرم والعفة، والحنين للجمال والحب. طرفة بن العبد في "لخولة أطلال" يربط بين الحبيبة والمكان، بينما في "ثلاث هن من عيشة الفتى" يركز على استعراض شجاعته وكرمه. عنترة يظهر كمزيج من الفارس الشجاع والعاشق النبيل، بينما حاتم الطائي يتمحور فخره حول الكرم اللامتناهي. تتنوع هذه القيم بحسب رؤية كل شاعر، لكنها تظل تعبيرًا عن المكانة التي يطمحون للوصول إليها في مجتمعهم الجاهلي.