موضوع في التفكير العلمي مع الإصلاح بكالوريا - فقرة

موضوع في التفكير العلمي بكالوريا مع الإصلاح - فقرة

الموضوع :

هل تشاطر الكاتب الرأي بأن "الحقيقة العلمية لا تُطلب إلا لذاتها؟" اكتب فقرة من خمسة عشر سطرًا تستدل فيها على رأيك بحجج متنوعة.

التحرير ( مسايرة ثم تعديل ):

لا أوافق الكاتب في قوله إن الحقيقة العلمية تُطلب لذاتها فقط، لأن العلم لا يكون ذا قيمة حقيقية إلا إذا انعكس على حياة الإنسان والمجتمع بفوائد ملموسة. فالعلوم منذ نشأتها سعت إلى حل مشكلات الإنسان وفهم العالم من حوله، وليس فقط لتحقيق المعرفة المجردة. فمثلاً، عندما اكتشف العلماء النظريات الأساسية في الفيزياء والكيمياء، لم يكن هدفهم مجرد الاكتشاف بل تسخير هذه المعرفة في تطوير الأدوات والتقنيات التي جعلت حياة الإنسان أكثر سهولة.

من جهة أخرى، لا يمكن تجاهل أن العلم قد أدى إلى تحسينات هائلة في حياة البشر؛ فالطب مثلاً لم يكن مجرد مجال لاكتشاف الأمراض والعلاجات، بل ساهم بشكل مباشر في إطالة عمر الإنسان وتقليل معاناته من الأمراض. مثال على ذلك اكتشاف لقاح الجدري الذي ساهم في القضاء على هذا المرض، والذي كان يومًا ما يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة البشر. هذه الإنجازات العلمية لم تُطلب لذاتها فقط، بل لتحقيق فائدة عامة.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن القول إن العلم معزول عن السياق الاجتماعي والثقافي. فالعلماء نفسهم جزء من المجتمعات التي يعيشون فيها، وبالتالي فإن أبحاثهم وتوجهاتهم تتأثر بحاجات وتطلعات تلك المجتمعات. على سبيل المثال، الأبحاث المتعلقة بالطاقة النظيفة أو الحد من التغيرات المناخية ليست مجرد أبحاث نظرية، بل هي استجابة مباشرة للتحديات البيئية التي تواجه البشرية في العصر الحديث.

أضف إلى ذلك، أن القول بأن الحقيقة العلمية تُطلب لذاتها قد يؤدي إلى فصلها عن الواقع، وهو ما قد يتسبب في انفصال العلماء عن مسؤولياتهم تجاه الإنسانية. فالعلوم تُطلب لتحقيق الرفاهية العامة، وإنكار ذلك يعني حصرها في إطار أكاديمي بحت، مما قد يؤدي إلى انحسار الفائدة الحقيقية من التقدم العلمي. مثال آخر على ذلك هو استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال الطبي لتطوير تقنيات العلاج عن بعد، مما ساهم في إيصال الرعاية الصحية للمناطق النائية والتي تفتقر إلى البنية التحتية الطبية.

من هنا، يتضح أن العلم لا يمكن أن يُفصل عن غايته الإنسانية. فالحقيقة العلمية رغم أهميتها الذاتية، تحتاج إلى أن تُوظف في سياق اجتماعي واقتصادي لتحقيق التقدم والرفاهية للبشر. ولذا، أرى أن الحقيقة العلمية لا تُطلب لذاتها فقط، بل من أجل تحقيق أهداف أسمى تخدم الإنسان وتطوره المستمر.