mercredi 11 septembre 2024

انتاج كتابي حول مشاكسة حيوان : مشاكسة كلب في الحديقة

انتاج كتابي حول مشاكسة حيوان : مشاكسة كلب في الحديقة 

في صباح يومٍ من أيام الربيع المشمسة، استيقظت سلمى على صوت العصافير التي تغرد بألحانها العذبة، فقررت أن تستغل هذا اليوم الجميل وتذهب إلى الحديقة القريبة من منزلها. كانت الحديقة مكانًا رائعًا مليئًا بالأشجار العالية التي تمدّ ظلالها على الأرض، والزهور الملونة التي تملأ المكان بعبقها الزكي، بالإضافة إلى الطيور التي تحلق في السماء بأجنحتها اللامعة تحت أشعة الشمس.

ارتدت سلمى ملابسها المفضلة، فستانًا زهري اللون عليه نقشات صغيرة من الأزهار، وخرجت متحمسة لتستمتع بوقتها. عندما وصلت إلى الحديقة، شعرت بالسرور وهي ترى الأطفال يلعبون والناس يتنزهون. جلست تحت شجرة كبيرة، وأخذت تتأمل جمال الطبيعة من حولها.

بينما كانت سلمى تستمتع بالمنظر وتتنفس الهواء النقي، لاحظت شيئًا يتحرك بين الأعشاب. نظرت بفضول لترى كلبًا صغيرًا بني الفراء، بعينين براقتين تشعان بالذكاء والمرح. كان الكلب يلهو بمفرده، يقفز ويلتقط الحشرات الصغيرة بأقدامه. لم تستطع سلمى مقاومة رغبته في الاقتراب منه، فقد بدت عليه البراءة والشقاوة في آنٍ واحد.

اقتربت سلمى منه ببطء، حتى لا تخيفه، ولكن ما إن لاحظ وجودها حتى قفز نحوها فجأة، وكأنه وجد صديقًا جديدًا للعب. بدأ يدور حولها بسرعة، ينبح بصوتٍ عالٍ ويهز ذيله بقوة. حاولت سلمى مداعبته، ولكن الكلب كان مليئًا بالطاقة، فلم يكتفِ بذلك بل أمسك بطرف فستانها بأسنانه الصغيرة وبدأ يشده برفق، وكأنه يحاول أن يلفت انتباهها للعب معه.

في البداية، شعرت سلمى ببعض الخوف، فقد كانت هذه أول مرة تواجه كلبًا بهذه الحماسة. حاولت أن تتراجع بضع خطوات، ولكن الكلب كان مصممًا على مشاكستها. بدأ يركض حولها ويقفز عالياً، كأنه يطلب منها الركض معه. كانت سلمى تضحك أحيانًا وتصرخ أحيانًا أخرى، لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الموقف.

وفي خضم هذا المشهد، مرّ رجل مسن بجوار الحديقة. كان الرجل يقود كلبه الأبيض الكبير الذي يمشي بجانبه بهدوء. عندما لاحظ الرجل ما يحدث، تبسم بلطف واقترب من سلمى قائلاً: "لا تقلقي يا صغيرتي، إنه كلب صغير يحب اللعب فقط، ولن يؤذيك." نادى الرجل الكلب الصغير بصوت حنون، فتوقف عن مشاكسة سلمى وجاء مسرعًا نحو صاحبه، كأنه قد فهم أن وقت اللعب قد انتهى.

بعدما هدأ الكلب الصغير، اقترب الرجل من سلمى وبدأ يتحدث معها. شرح لها أن هذا الكلب الصغير ما زال يتعلم كيف يتصرف، وأنه يحتاج إلى الكثير من اللعب والاهتمام لكي يصبح أكثر هدوءًا. كانت سلمى تستمع للرجل بكل انتباه، وشعرت بالطمأنينة بعدما علمت أن الكلب لا يقصد إزعاجها بل كان يحاول التعبير عن فرحته.

بدأت سلمى تقترب ببطء من الكلب مرة أخرى، لكن هذه المرة دون خوف. مدّت يدها بلطف لتمسح على رأسه، فاستجاب لها الكلب بلطف، وأخذ يهز ذيله بسعادة. استمرت سلمى في اللعب معه، وكانت تشعر بالفرح لأنها استطاعت فهمه والتواصل معه بطريقة أفضل.

قبل أن تغادر سلمى الحديقة، كانت قد قضت وقتًا ممتعًا مع الكلب الصغير، وأصبحت تعرف كيف تتعامل معه دون خوف. وعندما عادت إلى المنزل، حكت لوالدتها عن مغامرتها الجديدة في الحديقة، وكيف تمكنت من تكوين صداقة مع الكلب المشاكس.

أدركت سلمى أن الحيوانات، مثل البشر، تحتاج إلى الصبر والتفاهم، وأنها يمكن أن تصبح أصدقاء مخلصين إذا منحناهم الحب والاهتمام. وفي كل مرة تزور فيها الحديقة بعد ذلك، كانت تتطلع لرؤية صديقها الكلب واللعب معه، وتعلمت كيف تكون أكثر شجاعة في مواجهة المواقف الجديدة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire