dimanche 25 août 2024

إنتاج كتابي حول فرحة عيد الفطر و اثر العطاء

إنتاج كتابي حول فرحة عيد الفطر و اثر العطاء

في صباح عيد الفطر المشمس، استيقظتُ على أصوات زقزوق الطيور وحفيف الأوراق خارج نافذتي. كان العيد يضفي على كل شيء لمسة من السحر والبهجة. ارتديتُ ملابسي الجديدة بألوانها الزاهية، شعرتُ كأنني أرتدي فرحة العيد نفسها. اتجهتُ مع عائلتي إلى المسجد لأداء صلاة العيد، حيث كان الناس يتوافدون من كل جهة، ملبّين الدعوة للعيد بأجمل ملابسهم.

الجو في المسجد كان مليئًا بالأجواء الروحانية، حيث تلاقت الأنفس على الصلاة والدعاء، وتبادلنا التهاني والابتسامات. بعد الصلاة، عدنا إلى منزلنا الذي امتلأ بأصوات الأعياد والفرحة. استقبلتنا أمي بحفاوة وابتسامة دافئة، وأعطتني مهمة إعداد مائدة العيد.

أخذتُ أشرف على تجهيز المائدة بكل حماس. كانت الحلويات التي أعدتها أمي تفوح منها رائحة العيد، من الكعك المقرمش إلى البسكويت المحشو بالمربى، وكانت الألوان الزاهية للمائدة تنعكس في عيوننا نحن الأطفال. جلسنا جميعًا حول المائدة، وكل واحد منا يشعر بالسعادة لتبادل التهاني وتناول الطعام.

بعد أن انتهينا من تناول الطعام، ارتديتُ أنا وأخي ملابسنا الجديدة، وخرجنا إلى ساحة البلدة التي تحولت في هذا اليوم إلى مهرجان كبير. كانت الساحة مغطاة بالألوان، من الألعاب المتنوعة إلى أكشاك الحلوى. الأطفال كانوا يتجولون بفرح، يرتدون ملابس جميلة ويستعرضون أمام الأصدقاء.

كانت أجواء العيد تملأ الساحة، ورأيتُ أصدقائي يتجولون بين الألعاب. اشتريتُ لنفسي طائرة صغيرة ملونة وأرجوحة مبهجة، بينما اختار أخي مجموعة من النماذج المصغرة للحيوانات. كنا نشعر كأننا نعيش حلمًا سعيدًا في عالم من الألوان والمرح.

لكن فرحتي لم تدم طويلاً. حينما كنا في طريق العودة إلى المنزل، لفت انتباهي مشهد محزن. رأيتُ صديقي يوسف، الذي كان يجلس على الرصيف بجانب منزله، وجهه مملوء بالحزن وكأن عيده قد فقد بريقه. يوسف كان يمر بظروف صعبة، فقد فقد والده مؤخرًا، وأصبحت أسرته تعاني من المشاكل المالية.

شعرتُ بقلبي ينقبض لرؤية صديقي في هذه الحالة، وقررتُ أن أفعل شيئًا لإعادة البسمة إلى وجهه. عدتُ إلى المنزل بسرعة، وفتحت خزانتي، حيث قمت بتغليف الطائرة والأرجوحة بورق ملون وجميل. كنت أتصور وجه يوسف وهو يستقبل الهدايا، وأردت أن أرى السعادة تعود إليه.

توجهتُ إلى منزل يوسف، وطرقنا الباب برفق. عندما فتح يوسف الباب، رأيته ينظر إليّ بفضول. قدمتُ له الهدايا، وعيناه تلمعان بالدهشة والفرح. لم يستطع يوسف أن يخفي سعادته، وأشكرني بحرارة، بينما كانت دموع الفرح تتلألأ في عينيه.

تحدثنا قليلاً، وطمأنته بأن الأمور ستتحسن. لقد شعرتُ بفرحة غامرة لم أشعر بها من قبل، وكأن العيد قد اكتسب معنى جديدًا بالنسبة لي. عدتُ إلى منزلي وأنا أشعر بفرحة عميقة، وقد ملأت ذكريات هذا العيد السعيد قلبي. كانت تلك اللحظات تجسيدًا حقيقيًا لقوة العطاء والأثر العميق الذي يمكن أن تتركه الهدية في تقوية الروابط الإنسانية. 

تأكدتُ أن السعادة الحقيقية تكمن في العطاء ومشاركة الأوقات السعيدة مع الآخرين، وأن الصداقات الحقيقية لا تتأثر بمرور الزمن أو التحديات، بل تنمو وتزداد قوة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire