dimanche 18 août 2024

انتاج كتابي حول زلزال مدمر : كارثة طبيعية

انتاج كتابي حول زلزال مدمر : كارثة طبيعية

في إحدى ليالي الشتاء الباردة منذ عدة سنوات، ضرب زلزال مدمر مدينة صفاقس الساحلية في تونس. كان الوقت يقترب من الواحدة صباحًا حين بدأ هدير مرعب ينبعث من أعماق الأرض، كما لو كانت الأرض تعبر عن ألمها وصراخها. استيقظ السكان في حالة من الفزع عندما بدأت الجدران والأرضيات تهتز بقوة، كأنما الأرض تعصف بها عاصفة هوجاء.

تشققت الأرض كما لو كانت تفتح فمها لابتلاع كل ما فوقها، وارتفعت الأرصفة مثل موجات البحر المتلاطمة، وتدمرت المنازل كما لو كانت قلاع من الرمال. انقطعت الكهرباء والاتصالات، وعاشت المدينة في ظلام دامس، منعزلة عن العالم الخارجي. كان الظلام يغطي المدينة كعباءة سوداء ثقيلة، وكانت الصرخات تأتي من كل جانب، تزيد من وحشة الليل وبؤسه.

قُدر عدد الضحايا بالآلاف، وكانت الأضرار كارثية. بكى الأطفال وهم يبحثون عن آبائهم، وبكى الآباء وهم يحاولون حماية أبنائهم تحت الأنقاض. بعد ساعات قليلة، وصلت فرق الإغاثة مثل أبطال خارقين ليبددوا الظلام وينشروا الأمل. حمل رجال الإطفاء الجرحى بحذر إلى المستشفيات في المدن المجاورة، بينما تطوع الشباب والشابات لدفن الموتى وتقديم يد العون لكل محتاج، كأنهم ملائكة الرحمة

كانت الأمطار تهطل بغزارة في ذلك اليوم وكأن السماء تشارك المدينة أحزانها، ولكن وسط هذه المأساة ظهرت مشاهد ملهمة من التضامن والشجاعة. كان الجيران يساعدون بعضهم البعض، ويجمعون ما تبقى من طعام وشراب لتقاسمه. ولم يكن هناك فرق بين غني وفقير، فقد جمعتهم الكارثة على قلب واحد.

يا إلهي! أي كارثة مروعة كانت هذه! ولكنها أيضًا أظهرت أفضل ما في الإنسانية من تضامن وتآزر، كما أنها كانت درسًا قاسيًا، لكنه مهم، حول قيمة الحياة والتعاون في مواجهة المصاعب.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire