mardi 20 août 2024

شرح نص الفن الجميل - محور الرومنطقية - ثانية ثانوي

شرح نص الفن الجميل

التقديم : 
مقتطف من قصيدة "الفن الجميل" للشاعر علي محمود طه. وُلد علي محمود طه في عام 1904 في مدينة دمشق، وتوفي في عام 1949. يعتبر طه من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، وقد اشتهر بإبداعه في مجال الشعر وبخاصة في التعبير عن القيم الفنية والجمالية. 
الموضوع : قصيدة "الفن الجميل" تعكس تأملات الشاعر في دور الفن والإبداع، وتجسد رؤيته لخلود الفن وقدرته على تجاوز حدود الزمان والمكان.
الوحدات : ( وحدة القصيدة العضوية ) 
1- المقطع الأول: من البداية إلى كلمة "وجدانه" (البيت الخامس) : تصوير الشاعر للفنان كمبدع متصل بعالم الخيال والإلهام.
2- المقطع الثاني: من كلمة "وسماء" إلى كلمة "أرجوانه" (البيت التاسع إلى البيت الرابع عشر) : تصوير البيئة والطبيعة كمصدر إلهام للشاعر والفنان.
3- المقطع الثالث: من كلمة "سَكَبَ" إلى كلمة "الديانة" (البيت الرابع عشر إلى البيت التاسع عشر) : وصف الخلود الفني وتأثيره عبر الزمن.
4- المقطع الرابع: من كلمة "وابن حِمديس" إلى النهاية (البيت التاسع عشر إلى نهاية النص) : تمجيد الشخصيات الفنية والتاريخية التي أسهمت في تكوين الحضارة.

الإجابة عن الأسئلة :

فكك :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .

حلل :

1- 
بنى علي محمود طه مطلع قصيدته على ضمير الغائب المفرد "هو" ليفصل بين الفنان كموضوع ومجتمع الشاعر كمتحدث. استخدام "هو" في بداية القصيدة يساهم في خلق مسافة بين الشخصية الموصوفة والفنان الحقيقي، مما يعزز من هيبة الفنان ويجعله رمزًا خالدًا ومتفردًا. هذا الأسلوب يُبرز عظمة الفنان ويعطيه طابعًا أسطوريًا، حيث يُعتبر مبدعًا ذو قدرات خارقة تتجاوز الحدود البشرية.
هذا الاختيار اللغوي يعكس مدى ارتباط النص بعنوانه "الفن الجميل"، حيث يظهر الفنان كرمز للخلود والجمال الذي يتجاوز الزمان والمكان. الشاعر يبدأ بتقديم الفنان ككائن منفصل ومتميز، مما يدعم فكرة أن الفن الخالد ليس مجرد عمل عابر، بل قيمة تتسم بالعظمة والخلود. بهذا الشكل، يعكس النص العنوان بشكل واضح ويُبرز الصلة بين فكرة الفن الخالد كما تجسده القصيدة وبين عنوانها، مما يعزز من تأثير الرسالة الفنية في النص.
2- 

3- صوّر علي محمود طه صلة الشاعر والشعر بالفن الجميل وعالمه بطريقة تعكس تقديرًا عميقًا لخلود الفن وقدرته على التأثير العميق. في مطلع القصيدة، يظهر الشاعر الشاعر ككائن مبدع يتجاوز حدود الواقع والزمان، حيث يُصوَّر على أنه ملك الإلهام ومُبدع يملأ الكون بسحره، ويبني عالمه الخاص من الإبداع والجمال. الشاعر يُبرز كيف أن الشعر والفن الجميل ينبعان من عالم خيالي يتجاوز المألوف، ويقدمان رسالة خالدة تتجاوز حدود الزمن.
من خلال تصويره هذا، يبرز وفاء علي محمود طه لمقولات الرومنطيقيين الذين يؤكدون على أهمية الخيال والإلهام كمصدر للشعر والفن. الرومنطيقيون يرون أن الفن هو تعبير عن الأحاسيس الداخلية والعواطف المتدفقة، ويُعتبر الشعر بالنسبة لهم وسيلة للتواصل مع العالم الروحي والعالم الخارجي بطريقة تُظهر عمق التجربة الإنسانية. في قصيدته، يعكس طه هذه المقولات بتصوير الشاعر ككائن يستلهم من الخيال، ويتفوق على القيود المادية لخلق عالم جميل وخلود فني. يظهر الشاعر هنا كرمز للإبداع الذي ينطلق من الأحاسيس الداخلية إلى العالم الخارجي، مما يعزز من القيم الرومنطيقية في الأدب والشعر.
4- رسمت القصيدة صورة الدهر كمفهوم يتسم بالجمود واللامبالاة تجاه الفن والفنانين. يظهر الدهر في القصيدة كقوة غير متأثرة، تحمل بين طياتها سخرية أو استهزاء بمكانة الفن والفنانين في ظل التغيرات والتحديات الاجتماعية. الشاعر يتحدث عن الدهر بصوت نقدي، مشيرًا إلى كيف أن الفن، رغم عظمته وخلوده، لا يلقى دائمًا التقدير الذي يستحقه من قبل القوى التي تتحكم في الزمن.
من خلال هذه الصورة، يُستنتج أن الشاعر يشعر بمرارة من عدم تقدير الفن في مواجهة قوة الزمن والظروف التي يمكن أن تؤثر سلبًا على مكانة الفن. تعكس الصورة المتشائمة للدهر تساؤلات الشاعر عن كيفية تقييم المجتمع للفن والإبداع، ومدى إيثار هؤلاء الفنانين في ظل تغييرات زمنية قد تؤدي إلى تجاهل إبداعاتهم. تعزز هذه الصورة من الإحساس بالنضال الدائم للفن ضد قوى الزمن غير الرحيمة التي لا تُقدّر الجمال الحقيقي والتفاني في العمل الفني.

قوم :

1- ناقش الشاعر في قصيدته كيف أن الجمال، باعتباره قيمة كونية، يعود في جذوره إلى الخيال والطبيعة، ويشكل شعار الفن الخالد. يرتكز هذا الموقف على فكرة أن الفن الحقيقي لا يأتي فقط من المهارة التقنية، بل ينبع من قدرة الفنان على الانغماس في عالم الخيال واستخدام الطبيعة كمصدر إلهام. عبر تصويره للفن كقوة خالدة تنبع من الخيال والطبيعة، يشير الشاعر إلى أهمية الفهم الرومنطيقي للجمال والفن.
في النص التمهيدي حول "الرومنطيقية والكلاسيكية"، نجد أن الرومنطيقية تؤكد على أهمية العواطف الفردية والتجربة الشخصية كمصدر رئيسي للإبداع الفني. بينما تركز الكلاسيكية على النظام والانسجام والتماثيل المثالية، تعترف الرومنطيقية بأن الخيال والطبيعة هما المصدران الرئيسيان للجمال. الشاعر يعكس هذا الموقف الرومنطيقي من خلال تقديم الجمال كقيمة كونية متجذرة في الخيال والطبيعة، مما يعزز من نظرة الرومنطيقيين إلى الجمال كقوة خالدة ومؤثرة.
الخيال، في هذا السياق، يُعتبر مصدرًا للإلهام الذي يتجاوز المألوف، حيث يسمح للفنان باستكشاف عوالم جديدة وتجسيد رؤى غير محدودة. الطبيعة، من جهة أخرى، تُعتبر تجسيدًا للجمال الحقيقي، الذي يعكس التوازن والتناغم الذي يسعى إليه الفن. من خلال الجمع بين هذين العنصرين، يرسم الشاعر صورة للجمال والفن كقوى خالدة تتجاوز الحدود الزمنية والمكانية، مؤكداً على أن الإبداع الحقيقي يأتي من الانغماس في عمق التجربة الإنسانية والطبيعة. 
في هذا السياق، يتناقض موقف الشاعر مع الكلاسيكية التي تركز على الشكل والقواعد الثابتة، ويعزز من الفهم الرومنطيقي الذي يقدّر الإبداع كعملية ذات طابع فردي وشخصي، مستمدًا من الخيال والطبيعة. بالتالي، يقدم الشاعر رؤية متكاملة للجمال والفن، تجعل منهما شارات خالدة في عالم متغير.

توسع :

1- غير متوفر يرجى ترك تعليق أو التحدث معنا في حالة الحاجة .


0 commentaires

Enregistrer un commentaire