vendredi 9 août 2024

شرح نص غريب على الخليج - محور الإنسان و المكان - ثالثة ثانوي

شرح نص غريب على الخليج

التقديم : 
النص الذي نقدمه هو قصيدة "غريب على الخليج" للشاعر العراقي بدر شاكر السياب، والتي تُعتبر من أبرز أعماله الشعرية. وُلد بدر شاكر السياب في عام 1926 في العراق وتوفي في عام 1964. السياب هو واحد من أهم شعراء العربية في القرن العشرين، ويمثل من خلال أعماله نموذجًا بارزًا للشعر الحر، الذي استخدمه للتعبير عن مشاعر الاغتراب والحنين إلى الوطن.
الموضوع : يجسد السياب عمق ارتباطه بالعراق من خلال تعبيرات مؤثرة تعكس حنينه إلى وطنه وتطلعاته في ظل معاناته.
الوحدات : ( الأزمنة ) 
1- الزمن النفسي : من البداية حتى كلمة "العراق" في السطر 7.
2- زمن الذاكرة : من كلمة "بالأمس" في السطر 9 إلى كلمة "تذكرين" في السطر 22.
3- زمن الاستشراف : من كلمة "لو" في السطر 25 إلى نهاية النص.

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- في القصيدة، تنبثق مشاعر الحنين إلى الوطن بوضوح من نفس الغريب، حيث يعكس الشاعر بدر شاكر السياب من خلال تلك المشاعر ملامح الوطن كما بدت له. يبرز الوطن في ذهنه ككيان مليء بالألم والشوق، لكنه في ذات الوقت يمثل مصدر الأمان والحنين العميق. العراق، بالنسبة للشاعر، هو رمز للأرض التي تحتضن ذكرياته وأحلامه، ومكان يجسد كل ما هو جميل ومؤثر في حياته. الملامح التي يراها السياب في وطنه تتضمن صورة الأهل والبيت، مثل وجه أمه وصوتها، والتي تشكل له ملاذًا من الوحدة والاغتراب. كما يعبر عن وطنه من خلال مشاهد الطبيعة، كالنخيل التي تخيفه عندما تتخللها الأشباح، مما يعكس أيضًا حالة الخوف والحماية التي يشعر بها. في النهاية، يظهر الوطن كأرض تحمل ذكريات الطفولة وتعبر عن جوعه العاطفي وحنينه العميق، مما يجعل الشاعر يتساءل عن الخيانة وكيف يمكن أن يبتعد الإنسان عن وطنه الذي يشكل جزءًا أساسيًا من كيانه.
3- في القصيدة، ينسج الشاعر بدر شاكر السياب علاقة معقدة بين الزمان والمكان من خلال ذكرياته، مما يجسد إحساسه العميق بالحنين والانتماء لوطنه. المكان في القصيدة هو العراق، الذي يمثل نقطة محورية في حياة الشاعر، بينما الزمان يتنقل بين لحظات الماضي والحاضر، مما يخلق صورة حية لوطنه في ذاكرته.
الشاعر يصور العراق كمساحة تنبض بالحياة والذكريات، حيث يتمثل الزمن في مشاهد من الطفولة والذكريات الشخصية. على سبيل المثال، يعبر عن صور دافئة مثل وجه أمه وصوتها، وتفاصيل ملموسة كالنخيل والقصص التي رواها عمته، مما يعزز الرابط بين المكان والزمن في عقله. النخيل، الذي كان يخيفه في طفولته، يتجسد كرمز للذكريات التي تحمل في طياتها أبعادًا متعددة من الأمان والخوف. كذلك، يتمثل الزمن في مواقف متعددة كالأمس الذي يجسد لحظات الاسترخاء في المقهى وذكريات الطفولة التي تتشابك مع الحاضر، مما يوضح كيف أن المكان يعيد تشكيل الزمان في ذاكرة الشاعر. هذه العلاقة بين الزمان والمكان تسهم في إظهار عمق الحنين الذي يشعر به الشاعر، حيث يتداخل الماضي والحاضر في تصويره لوطنه كفضاء روحي وثقافي لا يمكن فصله عن ذكرياته وتجربته الشخصية.
4- في القصيدة، تتبع الصورة مبدأ التراكم والتراكب بشكل واضح، مما يعكس مدى تعقيد المشاعر والذكريات التي يمر بها الشاعر بدر شاكر السياب. النص لا يتبع مبدأ التجاور والتعاقب البسيط، بل يدمج ويجمع بين مشاهد وذكريات متعددة لتكوين صورة متكاملة عن الوطن في ذهن الشاعر.
على سبيل المثال، يبدأ الشاعر بوصف مشاعره تجاه البحر والخليج، ثم يتراكب مع ذلك صوت البحر الذي ينادي بـ"عراق". تتلاحق الصور التالية لتُبرز ماضيه وذكرياته، مثل وجه أمه وصوتها، وتفاصيل الطفولة كالنخيل والقصص التي تحكيها عمته. هذه الصور لا تظهر بشكل متتابع بل تتداخل، مما يعكس تراكم ذكرياته وتجربته العاطفية.
عندما يتحدث عن النخيل الذي كان يخيفه في طفولته، تتداخل هذه الصورة مع شعوره بالحماية والحنين، مما يخلق تراكمًا عاطفيًا بين مشاهد الطفولة ومشاعر الحنين الحالية. كذلك، الصور التي يذكرها مثل شوقه العميق للعراق، والألم الناتج عن البعد عن الوطن، تتراكب بشكل يعكس تداخل الزمان والمكان في ذاكرته. 
هذا التراكم والتراكب في الصور يعزز من إحساس الشاعر بالاغتراب والحنين، ويجعل من الوطن فضاءً مليئًا بالتجارب والذكريات التي تتداخل وتتشابك، مما يعكس عمق ارتباطه العاطفي بمكانه.
5- 

لنفكر معا :

1- الحب للأرض والوطن هو شعور عميق ومتجذر يمكن أن يتجاوز التجارب الصعبة والظروف القاسية التي قد يمر بها الوطن وأهله. في قصيدة بدر شاكر السياب، يظهر الحب للوطن كقيمة ثابتة رغم الاضطهاد الفكري والمعاناة التي عاشها. عندما يقول "حتى الظلام هناك أجمل، فهو يحتضن العراق"، يشير إلى أن جمال الوطن وعظمته في عينيه لا يتأثر بالظروف السلبية التي يمر بها.
الحب للأرض يمكن أن يستمر حتى في ظل الظروف الصعبة، لأن هذا الحب لا يرتبط فقط بما يقدمه الوطن من ظروف جيدة، بل يمتد إلى الشعور بالانتماء والارتباط العميق بالجذور والذكريات التي تشكل الهوية الشخصية. رغم كل ما قد يعانيه الناس من اضطهاد وظروف صعبة، فإن الحب الحقيقي للوطن يشمل احترام هذه العلاقة العاطفية والروحية، ويُعتبر تعبيرًا عن الأمل في تحسين الأوضاع يومًا ما.
بذلك، يعكس السياب في قصيدته أن الحب للأرض هو تعبير عن الولاء والتمسك بالهوية، حتى عندما تكون الظروف غير مواتية. هذا النوع من الحب يتجاوز التجارب السلبية ليبقى ثابتًا، حيث يشكل الوطن جزءًا لا يتجزأ من الكينونة الإنسانية والشخصية.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire