lundi 26 août 2024

انتاج كتابي حول الصيد : قصة الصياد المحظوظ

انتاج كتابي حول الصيد : قصة الصياد المحظوظ

في مساء خريفي هادئ، حينما بدأت الشمس تغرب بهدوء وتنسج السماء بألوان دافئة من الذهبي والبرتقالي، قرر الصياد صالح أن ينطلق إلى نهر صغير يقع على أطراف قريته. كان النهر يلتف بين الأشجار الكثيفة، وكأنما هو خط من الفضة يتلألأ في ضوء الغروب. حمل صالح صنارته القديمة، التي توارثها عن أبيه، وملأ دلوه ببعض الطعوم التي أعدها بعناية.

وصل صالح إلى ضفة النهر، حيث كان النسيم العليل يلاعب أوراق الشجر برفق، وتراقص الظلال على سطح الماء كأنها ترقص على أنغام الطبيعة. انتقى صالح مكانًا هادئًا على حافة النهر، حيث يمكنه الاستفادة من أعمق النقاط التي تجذب الأسماك.

بدأ صالح في تجهيز طعمه، حيث اختار بعناية بعض الديدان الطازجة، التي كان يعلقها بحذر على الشصّ. ثم ألقى بصنارته إلى الماء بخفة ومهارة، وهو يراقبها وهي تنزل ببطء نحو القاع. لم يترك صالح شيئًا للصدفة، فقد كان يعرف تمامًا كيفية التحكم في حركة الطعم لجذب الأسماك.

مرت لحظات من الانتظار الصامت، كان خلالها صالح يتأمل في جمال الطبيعة من حوله. الألوان المتدرجة في السماء، صرخات الطيور، وتدفق الماء على الصخور الصغيرة، كل ذلك أعطى لحظة الانتظار طعماً خاصاً.

فجأة، شعر صالح بحركة خفيفة في الصنارة. ارتجف قلبه مع كل اهتزاز، وسحب الصنارة ببطء ولكن بثقة. أخرج من الماء سمكة كبيرة وقوية، كانت تتلألأ بألوانها الزاهية تحت أشعة الشمس المتلاشية. كانت السمكة تجذب الأنظار بجمالها، وابتسم صالح بفرح عميق وهو ينظر إلى صيده الثمين.

واصل صالح صيد السمك، ونجح في الحصول على كمية جيدة بفضل تقنيته الماهرة وصبره. بعد ساعات من الجهد، كان لديه دلو ممتلئ بالأسماك اللامعة التي انتزعها من النهر.

عندما انتهى من صيده، جمع أغراضه ورحل عائداً إلى منزله وهو يشعر بالسعادة والإنجاز. كانت تلك اللحظات في النهر تذكره بقدرة الجهد والمثابرة على تحقيق النجاح، حتى في أبسط الأمور. وعندما دخل منزله، عرض على أسرته غنيمته من السمك، التي عكست نجاحه وإصراره.

كانت تلك الليلة، كما وصفها صالح، واحدة من أجمل لحظات حياته. فالنجاح في الصيد لم يكن مجرد صيد الأسماك، بل كان عن تعبيره عن الشغف والتفاني في عمله، وهو ما جعله يشعر بالرضا الحقيقي.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire