موضوع فلسفة حول النمذجة العلمية مع الاصلاح
السؤال: هل من معنى للحقيقة العلمية اليوم؟
المقدمة:
يتميز العلم هو انشاء حقيقة تبدو مستقلة ... لكن يكشف الواقع عن حدود العلم وتورطه في أغراض سياسية وتوظيفات اقتصادية تدفعنا الى التساؤل
الإشكالية :
على أي نحو تتحدد الحقيقة العلمية؟ هل النمذجة العلمية اليوم أدت الى الاستغناء عن الحقيقة بصفة مطلقة ام الى إعادة تأسيس النظر في الحقيقة العلمية؟ هل التطور العلمي اليوم افضى الى التشكيك في انتاج الحقيقة ام مراجعة دلالتها وخصوصيتها؟ وهل الحقيقة العلمية حقيقة مستقلة بذاتها ام تحكمها غايات أيديولوجية وسياسية؟
1- النظر في دلالات الحقيقة العلمية وحدودها اليوم على الصعيد الايبيستيمولوجي
1. في ضوء التغيرات الحاصلة في العلم من الهندسة الاقليدية والميكروفيزياء تغير مفهوم الحقيقة العلمية ومثاله الانتقال من الواقع المادي الى الواقع الذري - ومن براديغم المعرفة الموضوع إلى المعرفة المشروع... أدى الى مراجعة مفهوم الحقيقة العلمية ومعيارها . الحقيقة بما هي مطابقة مع الواقع. الحكم الموضوعي - ان النمذجة العلمية اليوم لا تنطلب اكتشاف الحقيقة بل تعلن تخليها عن الحقيقة بما هي حكم يتطابق مع الواقع. الانتقال من المطابقة الى الملاءمة والصلاحية.
2 من خصائص أعلم تفسير الواقع بالنظر الى أحد خصائصه والاغفال عن عناصر أخرى وهو ما يسمى استراتيجيا الإهمال ... والاختزال ... الوقوع في الاختزالية ويفقد الواقع وحدته في ضوء التحليل والتبسيط والاختزال . يقول موران " ان الرؤية الاختزالية قصيرة النظر وانها تتحول الى رؤية عمياء". الاختزالية لا تعرف كل مكونات الواقع .. ضرورة الوعي بقصور العلم عن معرفة الطابع المركب للواقع العلمي. . ولهذا لا بد اليوم من معاودة النظر في الواقع بما هو نسق مركب / بنية مترابطة.
3 التاريخية استبدال الحقيقة المطلقة والنهائية ) حقيقة واحدة ومطلقة وضرورية ) بالحقيقة المفتوحة بالنظر إلى تنوع النماذج من حيث هي منظوريات لا وجود لنموذج نهائي مما يعني استبعاد الوثوقية الموثوق في العلم تاريخية الحقيقة. العلم وما ينتجه من نماذج تتميز بالتاريخية وقابلية التصحيح والتعديل. يقول بولو ان النموذج الذي تم اثبات صلاحيته ليس ابدا الا مقاربة من بين مقاربات أخرى أن النموذج هو منظورية أي وجهة نظر ولا يعد حقيقة كلية ومطلقة. مما يوقعنا هذا في الريبية التشكيك المطلق في العلم ونتائجه. لا تنتج النمذجة العلمية خطايا تفسيريا حقيقيا بل خطابا تأويليا لان العلم فهممنظوريات.. تاویلات....
4. مراجعة دلالة الحقيقة العلمية من حيث هي حقيقة موضوعية حيادية ويبرز هذا على الصعيد الغائي التداولي وتنوع الأهداف. / مقاصد المنمذج. العلم من اجل الفعل. وتكمن دلالة العلم ليس في المعرفة فحسب بل الممارسة التكنولوجية والعمل على حل مشكلات الانسان العملية ما قد يفضي إلى الزياح العلم ومطلب الحقيقة عن استقلاليته عن الشأن السياسي والاقتصادي والايديولوجي، وهو ما يثير التساؤل هل الحقيقة العلمية في الواقع حقيقة موضوعية؟
2- مراجعة دلالات الحقيقة العلمية واستقلاليتها على الصعيد الفلسفي
1 . حسبنا الحقيقة العلمية حقيقة موضوعية من أهم معانيها الفصل بين الذات والموضوع وهذا من معايير اليقين العلمي. غير أنه لم تعد الحقيقة العلمية اليوم حقيقة مستقلة وموضوعية مما يعني ارتباط الحقيقة العلمية بالغايات وانخراط العلم في مشروع أيديولوجي يخدم أغراضا سياسية عبر النمذجة ينخرط العلم في ابتكار أسلحة مدمرة للذات الإنسانية ومثاله التحالف الدنيء بين الشاين وروز فالت والنتيجة كارثة هيروشيما. يقول موران "ثمة من الآن فصاعدا تفاعل لا مثيل له بين البحث والقوة " النمذجة لا تقتصر على الجانب المعرفي فحسب بل أيضا العملي خدمة لأغراض سياسية. ومثاله التواطؤ بين النمذجة والاهداف العسكرية والمراقبة الاستخباراتية وتغذية التعامل الحربي ضد الانسان
2 المؤسسات الاقتصادية هي التي تتحكم في المخابر العلمية وتوجهاتها. ومثاله: النمذجة مارست الغير على البشر بكيفية ناعمة من قبيل تحويل البشر إلى كائنات مستهلكة حاجات تفرض تحت تسميات مغالطة كالرفاه والتحضر
3 تطويع الانسان إلى أغراض تقنويوية النماذج والاكتشافات تستعمل في أغراض تمحق الإنسان " الأسلحة الجرثومية الاستنساخ . والتلاعب بالجينات ..."
4. الانزلاق من تطويع الطبيعة / الواقع الى اخضاع الانسان النمذجة في ارتباطها بالبراغماتية خلقت انسانا شبيها بالآلة تحكمه رغبات وتتنافس الشركات او محطات التلفاز والالنترنات في توليد رغبات فيفقد الانسان ذاته وحريتة وحتى رغباتها تحددها تلك القنوات وما وراءها من شركات انها نمذجة للسلوك على غرار بافلوف وثنائية المثير والاستجابة وتحويل الانسان الى كائن حتى لا نقول حيوان" بافلوفي انها ازمة
القيم بل ازمة المعنى.
العنصر النقدي:
- الحاجة الى قيمة النقد وتحصين العلم من كل استغلال
- التأكيد على أن يكون العلم في خدمة الانسان
- التمييز بين التوظيف الأيديولوجي للعلم والعلم كعقلانية مستقلة
- النمذجة العلمية قابلة للمراجعة والتعديل والنقد.
- الفلسفة وعي بالأليات المتحكمة في الحقيقة العلمية
- الفلسفة وتشريع ايتيقا العلم المسؤولية
المواطنة ومراقبة العلماء وانتاجاتاهم / تحمل العلماء ورجال السياسة المسؤولية تجاه الإنسانية
الخاتمة
العلم مكن البشرية من أفاق جديدة للتقدم وحل مشكلات الانسان... ورغم ذلك توجد حاجة الى الفلسفة اليوم زمن الحقيقة العلمية يؤكد ضرورة التحالف بينهما بما يتيح أن يجعل من الانسان سيد العالم .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire