lundi 19 août 2024

انتاج كتابي حول سقوط طفل من الدراجة

انتاج كتابي حول سقوط طفل من الدراجة

 في يوم من أيام الصيف الهادئة، كان سامي يجلس في غرفته يشاهد التلفاز، عندما ظهر إعلان مثير عن مسابقة تلفزيونية لسباق الدراجات. كانت الجوائز مذهلة ومغرية، مما جعل قلب سامي ينبض بالحماس، رغم أنه لم يكن خبيرًا في ركوب الدراجات. كان يفكر في الأمر بحذر، لكن فكرة المشاركة لم تخطر بباله بجدية حتى جاء صديقه المقرب، خالد، ليزوره.

كان خالد مليئًا بالطاقة والإيجابية، وبدأ على الفور بإقناع سامي بضرورة المشاركة في المسابقة. قال له بحماس: "سامي، هذه فرصة لن تتكرر! إذا تدربت جيدًا، فأنا واثق أنك ستكون قادرًا على الفوز. سأكون بجانبك في كل خطوة." كانت كلمات خالد مؤثرة، وبدأت تشعل في قلب سامي رغبة قوية في التحدي، رغم شكوكه وتردده.

في اليوم التالي، استيقظ سامي مبكرًا وقرر أن يبدأ التدريب. أخذ دراجته القديمة من الحديقة، وبدأ يتجول في الحي. في البداية، كان يشعر بتوتر شديد، وكأن الدراجة تتحدى كل محاولاته للتحكم بها. كلما أمسك بالمقود، كان يشعر وكأنه على وشك الدخول في معركة معقدة، حيث كان عقله مليئًا بالتساؤلات والخوف. ولكن خالد، الذي كان معه، لم يتوقف عن تشجيعه. كان يمسك بالمقود معه أحيانًا، ويطمئنه بأن الأمر سيصبح أسهل مع الوقت.

ومع مرور الأيام، بدأت الأمور تتحسن تدريجيًا. لم يعد سامي يشعر بالرهبة الكبيرة التي كانت تسيطر عليه في البداية. بدأ يستمتع ببعض اللحظات، خاصة عندما كان يحقق توازنًا جيدًا أثناء القيادة. لكن رغم ذلك، كان يعلم أنه لا يزال بحاجة إلى الكثير من التدريب.

وفي أحد الأيام، قرر خالد أن يترك سامي يحاول القيادة بمفرده تمامًا. كان هذا تحديًا كبيرًا بالنسبة لسامي، لكنه شعر أنه مستعد له. بدأ يقود الدراجة بحذر، وشيئًا فشيئًا بدأ يكتسب الثقة. لكن فجأة، بينما كان يمر بأحد الشوارع الضيقة في الحي، فقد السيطرة على الدراجة ووجد نفسه يندفع بسرعة نحو جدار صغير على جانب الطريق.

كانت تلك اللحظة سريعة ومخيفة. حاول سامي الضغط على المكابح بكل قوته، لكنه أدرك أن الدراجة لم تستجب كما ينبغي. اصطدم بالجدار وسقط على الأرض بعنف. شعر بألم شديد في ساقه، ولم يتمكن من النهوض. في تلك اللحظة، جاء خالد مسرعًا نحوه، ووجهه مليء بالقلق والذعر. كان يشعر بالذنب الشديد لأنه دفع سامي للمشاركة في هذا التدريب الصعب.

بدون تردد، اتصل خالد بالإسعاف، وجلس بجانب سامي محاولًا تهدئته. بعد دقائق قليلة، وصلت سيارة الإسعاف بأضوائها الساطعة وصوت صفاراتها المدوي. نزل المسعفون بسرعة وحملوا سامي برفق إلى السيارة، ثم انطلقوا به إلى المستشفى.

عند وصولهم إلى المستشفى، تم إجراء الفحوصات اللازمة لسامي، وتبين أنه تعرض لكسر بسيط في ساقه. رغم الألم الذي كان يشعر به، شعر سامي ببعض الارتياح عندما علم أن الأمر لم يكن خطيرًا. كان عليه أن يرتاح في المنزل لمدة شهر كامل حتى يتعافى تمامًا.

خلال تلك الفترة، كان خالد يزور سامي بانتظام، ويحاول رفع معنوياته. ورغم أن سامي كان ممتنًا لدعم صديقه، إلا أنه قرر بصوت هادئ وحازم أنه لن يركب الدراجة مرة أخرى، على الأقل في الوقت القريب. لقد تعلم من هذه التجربة درسًا مهمًا: الحذر والتحضير الجيد هما أساس النجاح في أي تحدٍ، وأنه لا يجب التسرع في اتخاذ القرارات دون التفكير الجيد.

ومع مرور الوقت، بدأ سامي يتعافى ويعود إلى حياته الطبيعية، لكنه لم ينسَ تلك المغامرة التي جعلته أكثر نضجًا وقوة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire