انتاج كتابي حول الشجرة
في يوم دافئ من أيام الصيف، قررت السيدة هند أن تصطحب ابنتها ليلى إلى حديقة المدينة الجميلة لقضاء بعض الوقت في الاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعة. جلست هند على مقعد تحت شجرة كبيرة وظليلة، بينما بدأت ليلى تتجول في الحديقة وتستمتع برؤية الزهور الملونة والفراشات الطائرة.
اقتربت ليلى من شجرة صغيرة تحيط بها أزهار بيضاء، وبدأت تلعب وتغني بجانبها. ولكن فجأة، ظهر حارس الحديقة واقترب منها قائلاً بنبرة جادة: "هذه الشجرة صغيرة وتحتاج إلى العناية. من فضلك لا تؤذيها." توقفت ليلى عن اللعب وأخذت تنظر إلى الشجرة بحزن.
رأت هند ما حدث وتقدمت نحو الحارس قائلة: "نعتذر، لم نكن ندرك أن هذه الشجرة تحتاج إلى اهتمام خاص. ليلى تحب الطبيعة كثيرًا وتريد دائمًا أن تكون صديقة للأشجار والزهور." ابتسم الحارس وقال: "أفهم ذلك. لكن الشجرة تحتاج إلى وقت لتنمو وتكبر، ويجب علينا أن نحميها."
بعد الحديث مع الحارس، قررت هند وليلى أن يشاركا في حملة تطوعية لرعاية الأشجار في الحديقة. بدأت ليلى تسأل الحارس عن كيفية العناية بالأشجار وأخذت تتعلم منه الكثير عن أهمية الأشجار في الحفاظ على البيئة.
منذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى تزور الحديقة بانتظام وتعتني بالشجرة الصغيرة وتراقب نموها بفخر وسعادة. علمتها تلك التجربة أهمية حماية الطبيعة والعمل مع الآخرين للحفاظ على جمال البيئة.
وفي يوم من الأيام، بينما كانت ليلى تسقي الشجرة الصغيرة، لاحظت أنها بدأت تزهر. هرعت إلى والدتها وقالت بحماس: "أمي، أمي! الشجرة بدأت تزهر! تعالي وانظري!" جاءت هند مسرعة ورأت الزهور البيضاء الجميلة على الشجرة. احتضنت ليلى وقالت: "أحسنتِ يا ليلى، لقد فعلتِ عملاً رائعًا."
وفي إحدى المرات، جاء الحارس ليشكر ليلى على جهودها وقال لها: "أنتِ مثال رائع للأطفال الآخرين. بفضل حبكِ ورعايتكِ، أصبحت هذه الشجرة رمزًا للأمل والتعاون في الحديقة." شعرت ليلى بسعادة كبيرة وقررت أن تشارك قصتها مع أصدقائها في المدرسة.
بدأت ليلى تحكي لأصدقائها عن الشجرة وكيف تعلمت أن العناية بالطبيعة تجعل العالم مكانًا أجمل. تفاعل الأطفال بحماس وقرروا جميعًا الانضمام إلى حملة رعاية الأشجار في الحديقة. أصبحت الحديقة مليئة بالأطفال والأسر الذين يعملون معًا لحماية الأشجار والزهور.
وفي نهاية العام الدراسي، نظمت المدرسة حفلاً لتكريم الأطفال المشاركين في حملة رعاية الأشجار. تم دعوة ليلى لتلقي جائزة تقديرية على جهودها وإلهامها للآخرين. استلمت ليلى الجائزة بفخر وقالت: "أريد أن أشكر أمي وحارس الحديقة وكل أصدقائي. لقد تعلمت أن العمل معًا يمكن أن يحقق أشياء رائعة."
ومنذ ذلك الحين، أصبحت ليلى وأصدقاؤها يرون أن الشجرة الصغيرة التي أصبحت الآن كبيرة وجميلة هي رمز للجهود المشتركة والحب للطبيعة. وأدرك الجميع أن حماية البيئة تتطلب التعاون والالتزام من الجميع.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire