نص نمذجة مع الإصلاح - محور النمذجة العلمية - فلسفة
النص :
يرى كل واحد منا الأشياء التي تحيط به على نحو ما ، ويستثمرها في أعمال تتفاوت فيها درجة التبصر. ويستخدم كلّ واحد منا النماذج لحظة استخداما ضمنيًا في استكشافه الدائم، وأحيانا الآلي لمحيطه ويتعلق الأمر هنا بضرورات . حيوية. فكل واحد منا يحتاج إلى منطق ومناهج في علاقاته بالعالم. وكلّ واحد يطبقها تطبيقا واعيا بدرجات متفاوتة [...] ويكمن المشكل في أنه لا يوجد منطق واحد يكفي أن نتعلمه، وفي أنّ الأشياء ليست في غاية البساطة واليسر، كما قد نعتقد للوهلة الأولى. وليست النماذج حتى أكثرها قدما ، يسيرة الاستعمال ولا خالية من المخاطر. وهكذا لم يوجد في التاريخ منطق واحد، ولا وجود في هذه اللحظة ذاتها لمنطق واحد، لأن المنطق رهين جملة من المعارف التي نمتلكها في لحظة ما ، ووسائل البحث التي تتاح لنا والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها ، فالمنطق ليس شيئا ثابتا وليس وقفا إلى الأبد على الإنسان مطلقا، أو إلى أحد الناس المحظوظين، وإنّما هو أداة فكرية انبثقت انبثاقا مرحليًا لسدّ حاجات متغيرة، ومن ثمة شهدت الأداة تطورا في شكلها وأسسها وتغيرت تغيرا عميقا في بعض اللحظات الحرجة.
لوغاي جون ماري التجربة والنموذج
الإجابة عن الاسئلة :
1- حدد إشكالية للنص :
- ما الذي يفسر الحاجة الى إنشاء نموذج ؟ و ما علاقته بالأشياء ؟ و هل النموذج هو مجرد منطق مستقل عن الواقع ؟
2- حدد مفهوم النموذج من النص :
- النموذج ليس هو الأشياء و إنما هو تصور لها إذ يتوسط النموذج علاقة العالم بالأشياء على نحو يسمح بإكتشافها وفق آليات مثل الأكسمة و بناء نسق . و لكل منا قدرة على رؤية أي تبصر الأشياء على أن ما يحدد تلك الرؤية هو مجموعة من القواعد أو العلاقات التي تحكم الأشياء و هي قواعد منطقية و أساسها عدم التناقض فالنموذج بهذا المعنى هو منطق أي وسيلة منهجية للتفكير و التحليل يعتمد عليه العلماء اليوم من أجل تبسيط الأشياء و قولبتها في شكل إفترضات منتظمة منطقيا .
3- بما تفسر تنوع النموذج ؟
- تظهر النماذج على نحو متنوع و السبب في ذلك إختلاف المعارف التي ينطلق منها المنمذج . لاسيما و إن النموذج في حد ذاته هو منظورية أي تصور خاص للعالم و يرجع أيضا تنوع النماذج الى تطور وسائل التقنية و أجهزة المخابر و بفضل الحاسوب و المعلوماتية تكونت اليوم مخابر لصنع نماذج تساعدنا على حل مشكلات إقتصادية و طبية . و تتنوع النماذج أيضا بتنوع الأهداف لأنه لا وجود لمعرفة بالأشياء لا تقودها أهداف عملية مثل السيطرة على الظاهرة و التحكم فيها فالنماذج وفق هذه الأسباب قابلة للتعديل و المراجعة مما قد يؤدي الى التفريط في وجود حقيقة ثابتة و مطلقة .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire