jeudi 22 août 2024

انتاج كتابي حول السيرك - وصف المهرج

انتاج كتابي حول السيرك - وصف المهرج

في يوم من الأيام، كان السيرك الكبير الذي يقام على أطراف المدينة ينتظر زواره. كان الجميع يتحدث عن ذلك المهرج المضحك الذي يجلب الفرح والبهجة إلى كل من يشاهده. عندما تدخل إلى خيمة السيرك، تجذبك الأضواء الملونة، وتغمر الأجواء رائحة الفشار والحلوى، وأصوات ضحكات الأطفال تتعالى في كل مكان.

وسط هذه الأجواء، ظهر المهرج "كريم" بخطواته الراقصة، مرتدياً زيه المعتاد الذي لم يكن يخلو من المفاجآت. كان سرواله واسعاً بألوان زاهية من الأزرق والأصفر، وقميصه مزركش بتصاميم غريبة تثير الدهشة. وعلى رأسه كانت تعلو قبعة ضخمة حمراء اللون، تتمايل يميناً ويساراً مع كل حركة يقوم بها، مما زاد من طرافته وسحره.

ما إن بدأ العرض حتى احتبس الأنفاس. كان كريم يتحرك بخفة ورشاقة على الأرض الرملية للسيرك، وكأنه ريشة تتطاير في الهواء. قفز في الهواء بسرعة لا تصدق، وأدى حركات بهلوانية مذهلة. رمى بعدة كرات في الهواء، وجعلها تدور حوله في تناغم تام، وكأنها جزء من جسده. عندما كان يخطئ عمدًا ويُسقط إحدى الكرات، كان يتظاهر بالارتباك ويرسم على وجهه تعبيرًا مضحكًا، مما أثار ضحك الجمهور بشكل لا يمكن مقاومته.

وما أن ينتهي من ذلك حتى يبدأ بقفزاته العالية، يدور في المكان مثل دوامة من الألوان، بينما كان الأطفال يصفقون بحماسة ويصيحون: "مزيداً، مزيداً!" كان كريم يستجيب لهم بابتسامة واسعة، ثم يبدأ بحركة جديدة تجعل الجميع في حالة من التشويق والانتظار. كان يدور حول نفسه بسرعة كبيرة ثم يتوقف فجأة، ويرسم على وجهه تعبيرًا يشير إلى أنه قد تاه، ثم يعود للدوران مجددًا وسط ضحكات الجميع.

وفي لحظة مفاجئة، توقف كريم عن الحركة وبدأ يبحث في جيوبه الكبيرة، ليخرج منها ألعاباً صغيرة. كان يخرج أحياناً وردةً بلاستيكية يضغط عليها فترش الماء، أو نظارةً عملاقة يرتديها فيبدو وكأن عينيه بحجم رأسه، وكل هذه الحركات كانت تزيد من الضحك وتزيد من حب الجمهور له.

السيرك كله كان يعيش على إيقاع حركات كريم المذهلة. حتى الحيوانات في الأقفاص المجاورة كانت تتوقف عن الأكل لترى ماذا سيفعل بعد ذلك. ومع انتهاء عرضه، كان كريم يقف في منتصف الخيمة، ينحني للجمهور بشدة وهو يمسح العرق عن جبينه. كان ينظر إلى الأطفال بعينيه اللامعتين، ويرى فيهم الفرحة والسرور، فيشعر بالفخر لأنه نجح في إسعادهم مرة أخرى.

بعد انتهاء العرض، خرج الجمهور من السيرك وهم يحملون ذكريات جميلة عن تلك الليلة، بينما بقي كريم في الخيمة، يجمع أدواته ويستعد للعرض التالي. كان يعرف جيدًا أن مهمته ليست مجرد تقديم عرض بهلواني، بل هي زرع البسمة على وجوه الأطفال، وهذا كان بالنسبة له أكبر نجاح يمكن أن يحققه.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire