lundi 19 août 2024

انتاج كتابي حول يوميات شاب في مدينة جديدة

انتاج كتابي حول يوميات شاب في مدينة جديدة

أنا سامي، عمري 21 عامًا، وأعيش حاليًا في مدينتي الجديدة. التي انتقلنا إليها منذ عامين. منذ ذلك الوقت، تغيرت حياتي بشكل كبير. كانت المدينة الجديدة في البداية غريبة ومختلفة تمامًا عن قريتي الصغيرة التي نشأت فيها. المباني العالية والشوارع الواسعة كانت تثير في نفسي الشعور بالضياع والارتباك. كأنني دخلت عالمًا جديدًا تمامًا يختلف عن عالمي القديم، حيث كنت أشعر بالراحة والأمان.

كانت أيام المدرسة الأولى هنا صعبة للغاية. الصفوف كانت مكتظة والوجوه غريبة. كنت دائمًا في آخر الصف، أشعر بالعزلة والخوف من عدم قبول الآخرين لي. ومع ذلك، كنت أحرص على أن أكون هادئًا وودودًا، متذكراً دائماً نصيحة والدي: "كن نفسك يا سامي، وستجد من يقدرك على ما أنت عليه".

كانت أختي الصغيرة، ليلى، تبدأ سنتها الأولى في المدرسة الابتدائية في نفس الوقت. كانت ليلى مليئة بالحيوية والحماس، وكانت تجد الأصدقاء بسرعة ولا تخاف من التغيرات. كنت أراقبها بفخر، وهي تستمتع بتجاربها الجديدة. لكن ليلى كانت تدرك صعوبتي، فكانت تأتي إليّ في نهاية اليوم الدراسي لتحكي لي عن مغامراتها في المدرسة، وكأنها تحاول أن تشجعني وتخفف عني.

مع مرور الوقت، بدأت أتكيف مع المدينة الجديدة. اكتشفت أن القراءة كانت ملاذي الآمن. كنت أجد في الكتب عالماً موازياً مليئاً بالشخصيات التي تواجه تحديات مشابهة لتحدياتي. أحببت قراءة القصص التي تتحدث عن الصداقة والشجاعة، وكيف يمكن للشخصيات أن تتغلب على الصعوبات. في إحدى حصص اللغة، طلبت المعلمة منا كتابة موضوع عن "أكثر شيء تحبه في الحياة". كتبت عن حبي للكتب وكيف أنها كانت دائماً مصدر سعادتي وأصدقائي المخلصين.

تلك الكتابة كانت نقطة تحول في حياتي. عندما قرأت المعلمة موضوعي أمام الصف، شعرت بشيء مختلف. بدأ الطلاب ينظرون إليّ بإعجاب، وبدأت أسمع همسات تحمل تقديرًا لما كتبت. بعد الحصة، اقترب مني بعض الزملاء ليشاركوني حبهم للكتب أيضًا، وكان ذلك بداية لتكوين صداقات جديدة.

فيما بعد، قررت المشاركة في مسابقة أدبية نظمتها المدرسة. كانت هذه المسابقة فرصة لإثبات نفسي وقدرتي على التعبير عن مشاعري وأفكاري من خلال الكتابة. كتبت قصة عن فتى ينتقل إلى مدينة جديدة ويواجه صعوبات في التأقلم، ولكن بفضل شجاعته وأصدقائه الجدد، يتمكن من التغلب على التحديات. شعرت وكأنني أكتب عن نفسي، وكل كلمة في القصة كانت تعكس جزءاً من تجربتي.

عندما أعلنوا أنني فزت بالجائزة الأولى في المسابقة، لم أصدق عيني. كان ذلك اليوم واحدًا من أسعد أيام حياتي. شعرت بالفخر، ليس فقط لأنني فزت، ولكن لأنني أدركت أنني قادر على مواجهة التحديات والتغلب عليها. احتفلت بالجائزة مع عائلتي، وكان والدي فخورًا بي وقال لي: "أنت لا تحتاج إلى أن تكون مثل الآخرين، فقط كن نفسك وستحقق النجاح."

ومع مرور الوقت، أصبحت المدرسة مكانًا أحب الذهاب إليه. كونت صداقات جديدة وبدأت أشارك في الأنشطة المختلفة. لم أعد ذلك الفتى الخائف الذي كان يشعر بالضياع، بل أصبحت أشعر بالانتماء إلى هذا المكان الجديد. كل يوم كان يحمل لي تحديًا وفرصة جديدة للنمو والتعلم.

الآن، وأنا في الصف السادس، أشعر بأنني في بداية مرحلة جديدة من حياتي. أصبحت أكثر ثقة بنفسي، وأعلم أن التحديات المستقبلية ستكون فرصة أخرى لأثبت لنفسي أنني قادر على النجاح. تعلمت أن الحياة مليئة بالتغيرات، وأن الشخصيات القوية هي التي تستطيع التأقلم وتحويل التحديات إلى فرص.

أدركت في النهاية أن المدينة الجديدة لم تكن مخيفة كما كنت أعتقد، بل منحتني فرصة لاكتشاف جوانب جديدة من نفسي. واليوم، أستطيع أن أقول بكل فخر أنني سعيد بحياتي هنا، ومستعد لمواجهة أي تحدٍ يأتي في طريقي، مثلما فعلت من قبل.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire