lundi 5 août 2024

انتاج كتابي حول الرفق بالحيوان

انتاج كتابي حول الرفق بالحيوان

 في أحد الأيام الجميلة من فصل الخريف، كانت الرياح العليلة تهمس بأسرار الطبيعة، والأشجار تتمايل برقة في تناغم ساحر. في هذه الأجواء الخلابة، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى ليلى في قرية صغيرة تحيط بها المروج الخضراء والتلال الوعرة. كانت ليلى محبة للطبيعة، تهوى استكشاف الغابة القريبة من منزلها ومراقبة الطيور والحيوانات التي تعيش فيها.

 بينما كانت ليلى تتنزه في الغابة، لفت انتباهها صوت عصفور صغير يئن. اقتربت بحذر لترى عصفورًا صغيرًا جريحًا، قد قذفته الرياح العاصفة من عشه. كان يبدو ضعيفًا، غير قادر على الطيران، وعيناه تملؤهما الحزن والخوف. شعرت ليلى بالتعاطف مع العصفور الصغير، وانحنت برفق لتحمله بين يديها الصغيرتين، قررت أن تأخذه إلى منزلها لتعتني به.

عادت ليلى إلى منزلها بسرعة، تحمل العصفور بحذر بين يديها وكأنه كنز ثمين. دخلت البيت ونادت والدتها بصوت مليء بالحماس، "أمي، انظري ماذا وجدت! عصفور صغير يحتاج إلى مساعدتي." ابتسمت والدتها برفق وقالت: "حسنًا يا ليلى، دعينا نعتني به معًا."

أعدت ليلى ووالدتها صندوقًا صغيرًا مبطنًا بالقطن ليكون للعصفور عشًا دافئًا، ووضعوا بعض الماء والحبوب بالقرب منه. بدأت ليلى تتحدث إلى العصفور بلطف، قائلة: "لا تقلق، ستتحسن قريبًا. سأعتني بك حتى تتمكن من الطيران مجددًا."

مرت الأيام وليلى تعتني بالعصفور بكل حب ورعاية. كانت تستيقظ كل صباح لتطمئن عليه، وتقدم له الطعام والشراب، وتخرج به إلى الحديقة لتعلمه كيفية الطيران مرة أخرى. كانت تشعر بسعادة غامرة وهي ترى العصفور يستعيد قوته تدريجيًا، وتفرح عندما تلاحظ تقدمه في محاولات الطيران.

في أحد الأيام، وبينما كانت ليلى تجلس في الحديقة مع العصفور، قررت أن تتحدث إليه عن أحلامها. قالت له: "تعلم، يا صديقي الصغير، أنا أحب الطبيعة كثيرًا وأحلم بأن أصبح عالمة بيئة عندما أكبر، أريد أن أساعد الحيوانات وأحمي الغابات. ماذا عنك؟ ماذا تحب أن تفعل عندما تشفى تمامًا؟" وكأن العصفور قد فهم كلماتها، بدأ يغرد بأصوات عذبة، مما ملأ قلب ليلى بالسعادة والطمأنينة.

ومع مرور الوقت، أصبحت ليلى والعصفور صديقين مقربين. كانت ليلى تشعر بالفرح كلما رأت العصفور يحاول الطيران أعلى وأعلى، وكأنها تشاركه في كل خطوة يخطوها نحو الشفاء. وفي أحد الأيام، عندما شعرت ليلى أن العصفور قد استعاد قوته تمامًا، قررت أن الوقت قد حان ليعود إلى حياته الطبيعية في الغابة.

خرجت ليلى إلى الحديقة مع العصفور، وقلبها مملوء بمشاعر متناقضة من الفرح والحزن. وقفت هناك وهي تحمل العصفور بين يديها، وقالت له بصوت مليء بالحنان: "لقد حان الوقت يا صديقي، لتعود إلى السماء الزرقاء. سأفتقدك كثيرًا، لكنني أعلم أن هذا هو مكانك الحقيقي."

أطلقت ليلى العصفور، وراقبته وهو يرفرف بجناحيهبقوة ويحلق في السماء. دار العصفور حول ليلى لمرات عديدة، وكأنه يودعها ويشكرها على لطفها وحنانها. شعرت ليلى بدموع تملأ عينيها، لكنها كانت دموع فرح وفخر لأنها ساعدت كائنًا ضعيفًا واستطاعت أن تعيد له حريته.

عاد العصفور إلى غابته، وعادت ليلى إلى منزلها، وهي تشعر بالرضا والامتنان. جلست في غرفتها تتأمل في التجربة التي مرت بها، وتعلمت منها قيمة العطف والرعاية، وأصبحت تؤمن بأن الخير يعود دائمًا على صاحبه بطريقة أو بأخرى. قررت ليلى أن تواصل حبها للطبيعة وتعلم المزيد عن كيفية حماية الحيوانات والبيئة، وأصبحت ترى العالم من حولها بعيون مليئة بالأمل والتفاؤل.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire