mardi 13 août 2024

انتاج كتابي حول التسامح و الصداقة

انتاج كتابي حول التسامح و الصداقة

كان يوم الخميس يوماً مشمساً وجميلاً، وقد كنا جميعاً متحمسين لحصة الرياضة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر. في هذا اليوم، قرر المعلم أن نلعب مباراة كرة القدم في الملعب الكبير خلف المدرسة. الجميع كانوا في حالة حماس، وكان الجميع يتحدث عن من سيحرز الأهداف ومن سيفوز بالمباراة.

بدأت المباراة وكانت المنافسة شديدة. كنت ألعب في فريق مع أصدقائي، وكان صديقي أحمد في الفريق المنافس. كان أحمد لاعباً ممتازاً، ودائماً ما يسجل الأهداف. في لحظة من المباراة، ارتطمت الكرة بيني وبين أحمد، وسقطنا معاً على الأرض. شعرت بألم في ذراعي، لكن ما جعلني أكثر غضباً هو ضحكة أحمد العالية.

نهضت بسرعة ونظرت إلى أحمد بغضب، وصرخت فيه: "لماذا تضحك؟ لقد آلمتني!"، لكن أحمد رد بابتسامة: "لم أقصد ذلك، كنت أضحك على الموقف فقط، هل أنت بخير؟". لم أستطع تمالك نفسي ودفعت أحمد بقوة بعيداً عني.

تدخل المعلم سريعاً وفصل بيننا، وأمرنا بالجلوس على مقاعد الاحتياط لتهدئة الأعصاب. بينما كنت جالساً، شعرت بالغضب يتلاشى تدريجياً، وبدأت أشعر بالندم. أحمد كان صديقي، ولم يكن يقصد أن يؤذيني. لقد كان مجرد حادث.

بعد انتهاء المباراة، اقترب مني أحمد وقال بوجه مبتسم: "أنا آسف، لم أقصد أن أؤذيك. هل أنت بخير؟". نظرت إلى عينيه ورأيت الصدق فيهما، فأجبت: "نعم، أنا بخير. أنا آسف أيضاً لأنني دفعتك". ابتسم أحمد وقال: "لننسى ما حدث، نحن أصدقاء، صحيح؟".

في اليوم التالي، كان لدينا حصة العلوم. كنت أجلس بجانب أحمد، وكنا نعمل معاً على تجربة صغيرة. شعرت بالسعادة لأنني لم أفقد صديقي بسبب لحظة غضب. في نهاية الحصة، شكرني أحمد على مساعدتي له، وقلت له: "هذا هو ما يفعله الأصدقاء".

عندما عدت إلى المنزل، حكيت لأمي عن ما حدث، وكيف تعلمت درساً مهماً عن التسامح والتفاهم. قالت لي أمي بابتسامة: "يا بني، الصداقة الحقيقية تظهر في مثل هذه اللحظات. تعلم من هذا الدرس وكن دائماً متسامحاً".

مرت الأيام وأصبحت علاقتي بأحمد أقوى من ذي قبل. كنا نلعب معاً وندرس معاً، وكنت أشعر بأنني محظوظ لأنني تعلمت كيف أكون صديقاً أفضل. تعلمت أن الغضب يمكن أن يدمر الصداقات، لكن التسامح والحب يمكنهما بناء جسور قوية من التفاهم.

وفي كل مرة نتذكر فيها تلك المباراة، نضحك سوياً ونتذكر كيف كدنا نفقد صداقتنا بسبب لحظة غضب. الآن، كلما شعرت بالغضب، أتذكر تلك اللحظة وأحاول أن أكون أكثر تفهماً وتسامحاً.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire