samedi 10 août 2024

شرح نص حرية السجين - محور الإنسان و المكان - ثالثة ثانوي

شرح نص حرية السجين

التقديم : 
نص "حرية السجين" هو مقتطف من كتاب "سبعة أبواب" للكاتب عبد الكريم غلاب، الذي وُلد في عام 1919 وتوفي في عام 1993. عبد الكريم غلاب هو كاتب وصحفي مغربي معروف بأعماله التي تستكشف عمق التجربة الإنسانية وتفاعلاتها مع الظروف الاجتماعية والسياسية. 
الموضوع : يسلط الكاتب الضوء على تجربة السجن وتأثيرها على النفس البشرية، مقدّمًا رؤية متعمقة عن كيف يمكن أن تتحول القيود الجسدية إلى فرصة للتأمل والاعتراف الذاتي.
الوحدات : ( الأزمنة ) 
1- من البداية إلى كلمة "السكون": "مرحلة الرتابة والملل الأولي"
2- من كلمة "السكون" إلى كلمة "تطبيق": "البحث عن التجديد وسط الرتابة"
3- من كلمة "تطبيق" إلى كلمة "حرية": "التأمل واكتشاف الذات"
4- من كلمة "حرية" إلى النهاية: "الحرية النفسية وتجارب إنسانية عميقة"

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- في نص "حرية السجين"، يُبرز الكاتب عبد الكريم غلاب تأثير الرتابة على حرية الإنسان بوضوح. تُظهر الرتابة الزمنية التي يعيشها السجين كقيود نفسية تفوق في تأثيرها القيود المادية التي يفرضها السجن ذاته. فالأيام تتوالى ببطء ممل، وتتكرر بنفس المشاهد، مما يُفقد السجين إحساسه بالزمن وبالحرية. هذه الرتابة تُحاصر عقل السجين، حيث تُصبح الحياة أشبه بدقات ساعة لا تتغير، ويغمر الروتين الحياة اليومية، فيبدو كل يوم كسابقه بلا جديد يُحرك الفكر أو الروح. في هذا السياق، يشير الكاتب إلى أن الرتابة لا تُقيد حرية السجين الجسدية فقط، بل تمتد لتؤثر على حريته النفسية والعقلية، حيث تُعيق هذه الرتابة أي تغيير أو تجديد يُمكن أن يُشعر السجين بكيانه ووجوده. ومع ذلك، في ظل هذه القيود، تبرز الحاجة إلى البحث عن منافذ للتعبير عن الذات وكسر هذا القيد النفسي من خلال التأمل والتواصل مع الآخرين داخل السجن، مما يُعيد للسجين بعضًا من حريته المفقودة.
3- 


4- في نص "حرية السجين" لعبد الكريم غلاب، يُبرز الكاتب المفارقة التي تجعل من السجن مكانًا يتيح للنزلاء آفاقًا من الحرية النفسية لا يجدونها في مجتمعهم الخارجي. على الرغم من أن السجن يُعتبر قيدًا ماديًا على حريتهم، إلا أن التجربة النفسية داخله تُظهر نوعًا مختلفًا من الحرية. إليك القرائن التي تدعم هذه المفارقة:
1. تحرر من القيود الاجتماعية:
   - في السجن، يختفي الرقيب النفسي والمجتمعي، مما يسمح للسجين بالتعبير عن ذاته بحرية دون خوف من الحكم أو الرفض. يُصبح السجن مكانًا لا حاجة فيه للتظاهر أو النفاق، وهو ما يمنح السجين مساحة ليكون على طبيعته، بعيدًا عن تأثيرات المجتمع الزائفة.
2. التأمل الذاتي والاعترافات الشخصية:
   - يتيح السجن للسجناء فرصة التأمل في ذواتهم واكتشاف حقيقتهم دون أي مؤثرات خارجية. يشير النص إلى أن السجناء غالبًا ما يشاركون اعترافات شخصية لم يكن بالإمكان مشاركتها في الحياة العادية، ما يعكس حرية التعبير النفسي والبوح.
3. الحوار الصادق:
   - تُظهر الأسمار التي تدور بين السجناء كيف أن الحياة في السجن تُمكّنهم من خوض نقاشات وحوارات صادقة وعميقة بعيدًا عن ضغوط المجتمع، مما يعزز الفهم الحقيقي للنفس والآخرين.
4. تجربة إنسانية ثرية:
   - يُظهر النص أن السجن يُتيح للسجناء فرصة لاختبار تجارب إنسانية عميقة وثرية، تُضاف إلى رصيدهم من التجارب الشخصية. هذه التجارب قد تكون غير متاحة في مجتمعهم الخارجي بسبب القواعد والضوابط الاجتماعية.
هذه المفارقة تكشف عن أن الحرية ليست فقط حرية الحركة والتنقل، بل تتعلق أيضًا بحرية النفس والعقل في التعبير والاعتراف الذاتي، وهي جوانب تتجلى بوضوح في بيئة السجن القسرية.
5- اعتبر السارد اعترافات السجناء وقصصهم من روائع المآسي والمهازل لأن هذه القصص تكشف عن عمق التجربة الإنسانية وتعقيداتها في بيئة السجن. فهي تُمثل مآسي إنسانية حقيقية حيث يُعبر السجناء عن معاناتهم وظروفهم التي أدت بهم إلى السجن، ما يُبرز جانبًا من الحياة المليئة بالصراع والظلم. من ناحية أخرى، تُظهر هذه الاعترافات أيضًا مفارقات ومواقف قد تبدو هزلية أو عبثية عند النظر إليها من زاوية مختلفة، حيث يُمكن أن تحتوي على سلوكيات ومواقف غريبة تحدث في ظل قيود السجن. هذا التناقض بين المأساة والمهزلة يُعطي عمقًا لهذه القصص، ويُظهر تنوع التجربة الإنسانية التي تتراوح بين الألم والعبث، مما يجعلها تجربة غنية ومعقدة تستحق التأمل والدراسة. وبالتالي، يراها السارد كروائع أدبية تعكس الجوانب المتعددة للحياة البشرية داخل السجن، حيث تتجلى فيها حقيقة النفس البشرية بكل تناقضاتها.
6- في نص "حرية السجين" لعبد الكريم غلاب، يُظهر السارد أن العزل عن الحياة الاجتماعية يمكن أن يكون عقابًا جسديًا للسجين، ولكنه يتيح في الوقت ذاته مجالًا لتأمل النفس والتعبير عن الحرية الداخلية. على الرغم من أن السجن يُمثل انقطاعًا عن المجتمع الخارجي وحرمانًا من التفاعل مع الآخرين، إلا أنه يُوفر بيئة تساعد السجناء على مواجهة ذواتهم واكتشاف حقائقها بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية. هذا العزل قد يُعتبر عقابًا من حيث فقدان السجين للحرية المادية والقدرة على التواصل مع العالم الخارجي، لكنه يُفسح المجال أيضًا لحرية نفسية حيث يُمكن للسجين التعبير عن أفكاره ومشاعره دون الخوف من الرقابة أو الأحكام المجتمعية. في هذا السياق، يتحول السجن إلى مساحة للتأمل وإعادة تقييم الذات، حيث تتاح للسجين فرصة للتفكير في حياته وتجاربه بشكل أكثر عمقًا. لذلك، في هذا النص، يُظهر العزل كعقوبة جسدية، لكنه يفتح آفاقًا غير متوقعة للحرية النفسية والتعبير الذاتي.

لنفكر معا :

1- السجن يُمكن أن يُنظر إليه من كلا المنظورين المذكورين، ويتوقف تأثيره على الفرد على عدة عوامل، بما في ذلك طبيعة الشخص وبيئة السجن والبرامج الإصلاحية المتاحة. من جهة، يمكن للسجن أن يكون فرصة للتفكر والتبصر، حيث يُتيح للفرد عزلة عن المجتمع تُحفزه على إعادة تقييم حياته وتجاربه، مما يُساعده في مراجعة نفسه والعدول عن مسار الفساد نحو حياة أكثر استقامة وصلاحًا. توفر بيئة السجن، في هذه الحالة، فرصة للتأمل الشخصي والنمو النفسي، خاصة إذا كانت تُصاحبها برامج تأهيلية وتعليمية فعالة تُشجع على التغيير الإيجابي. من جهة أخرى، قد يكون السجن "مدرسة" للجريمة إذا كان بيئة عقابية بحتة تفتقر إلى برامج التأهيل والدعم، حيث يتفاعل السجين مع زملائه ويكتسب منهم خبرات وأساليب جديدة للتحايل على القانون، مما يُؤدي إلى تعزيز السلوك الإجرامي. في مثل هذه الحالات، يُغادر السجين المؤسسة العقابية وقد ازداد انحرافه بسبب تأثيرات سلبية تُعززها بيئة السجن نفسها. لذا، لتحقيق نتائج إيجابية، من المهم أن تُركز السياسات الإصلاحية على التعليم والتأهيل النفسي والاجتماعي للسجناء، بدلاً من مجرد الاحتجاز العقابي.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire