انتاج كتابي حول وجود جرو امام المنزل : وصف جرو
في أحد أيام الشتاء الباردة، كانت زينة تتجول في الحديقة المجاورة لمنزلها. كانت السماء ملبدة بالغيوم، والهواء يملأه عبق الأرض المبللة، بينما كانت قطرات المطر تتساقط بخفة على أوراق الأشجار المتساقطة. كانت زينة تلتف بشالها الدافئ، تفكر في حلمها القديم بامتلاك حيوان أليف يرافقها في حياتها اليومية. كان هذا الحلم يراودها منذ أن كانت طفلة صغيرة، ولكن الظروف لم تسمح لها بذلك من قبل.
عندما عادت إلى المنزل، كانت المفاجأة بانتظارها. عند عتبة الباب، لاحظت صندوقًا صغيرًا مزينًا بشريط أحمر لامع. شعرت بالفضول يتملكها، واقتربت من الصندوق ببطء. رفعت الغطاء بحذر شديد، وإذا بعينين لامعتين تطلان عليها من الداخل. كانت تلك اللحظة ساحرة؛ فقد وجدت داخل الصندوق جروًا صغيرًا يبدو وكأنه قطعة من السعادة النقية.
الجرو كان يبدو وكأنه قطعة من الشوكولاتة الذائبة، بفرائه البني المجعد الذي يلتف حول جسده الصغير بطريقة تمنحه مظهرًا دافئًا وجذابًا. كان ملمس فرائه ناعمًا كالحرير، وكلما مررت يدك عليه شعرت وكأنك تلامس سحابة صغيرة متشبثة بالأرض. كانت تجاعيد فروه تضيف له طابعًا طفوليًا ساحرًا، وكأنها تتجمع حوله لتعانقه بحنان.
أما أذناه الصغيرتان فكانتا مستديرتين تمامًا، تتدليان بجانب رأسه وكأنهما أجنحة فراشة صغيرة تستعد للتحليق. كانت تلك الأذنين تتحركان بخفة مع كل صوت يسمعه، وكأنهما تلتقطان كل همسة في الهواء. عند النظر إلى أذنيه، كان من السهل أن تشعر بمدى رقة وحساسية هذا الجرو الصغير تجاه العالم من حوله.
أنفه الصغير الوردي كان يتأرجح بخفة مع كل نفس يأخذه، يشتم الهواء بفضول وكأنه يتعرف على الروائح الجديدة التي تحيط به لأول مرة. كان هذا الأنف الصغير بمثابة بوصلة تقوده لاستكشاف العالم من حوله، حيث كان يقترب من الأشياء بحذر ويرتد إليها بشغف طفولي. كان يشم الأرض والنباتات وكل شيء يمر بجانبه، وكأنه يحاول رسم خريطة خاصة به للعالم الجديد الذي وجده.
عيناه الواسعتان كانتا تشبهان مرآتين تعكسان براءة لا متناهية، تجذب كل من ينظر إليهما. كانت تلك العيون اللامعة تحمل في طياتها لمسة من السحر، كما لو أن الكون بأسره يعكس ضوء القمر في ليلة هادئة من خلالهما. كان بريقهما يعكس الحماس الذي يملأ قلبه الصغير، وكانتا تحملان مشاعر الطفولة النقية، التي لم تلوثها قسوة الحياة بعد.
الجرو كان صغير الحجم إلى درجة أن زينة كانت تستطيع حمله بيد واحدة. كان يكاد يختبئ بين يديها، وكأن العالم من حوله لا يعني له شيئًا سوى تلك اللحظة التي يشعر فيها بالأمان بين ذراعيها. رغم صغره، كان مليئًا بالحيوية والمرح، يقفز هنا وهناك وكأنه يملك طاقة لا تنتهي. كان يتحرك بخفة وكأن الأرض هي ملعبه الخاص، يعبر عن فرحته بكل قفزة، وبكل نظرة حانية يرسلها لعالمه الجديد.
لم تستطع مقاومة حبها الفوري لهذا الجرو الصغير. حملته بين ذراعيها وشعرت بدفئه يتسلل إلى قلبها. كان يهز ذيله الصغير بحماسة، وكأنه يقول لها "أنا هنا لأكون صديقك الوفي". أطلقت عليه اسم "لولو"، ومنذ تلك اللحظة، أصبح لولو جزءًا لا يتجزأ من حياتها.
في الأيام التالية، اكتشفت زينة أن لولو ليس مجرد جرو عادي؛ كان لديه شخصية مرحة وفضولية. كان يحب التجول في الحديقة، يقفز بين الزهور، ويتسلق الصخور الصغيرة، وكأنه يكتشف عالمًا جديدًا كل يوم. كان يركض وراء الفراشات ويحاول الإمساك بها، ولكنه كان يفشل دائمًا في اللحاق بها، فيقفز بمرح مرة أخرى وكأنه لم يفقد الأمل.
كل صباح، كانت البنية تستيقظ على صوت نباح لولو الودود، الذي كان بمثابة تحية صباحية دافئة. كان يرافقها في كل مكان، حتى عندما كانت تجلس لقراءة كتاب أو لإنهاء واجباتها المدرسية. كان لولو يجلس بجانبها، يضع رأسه الصغير على ساقها وينظر إليها بعينين مليئتين بالحب.
مع مرور الوقت، شعرت زينة أن علاقتها بلولو أصبحت أقوى من مجرد صداقة بين إنسان وحيوان. كانت تشعر بأنه يفهمها دون الحاجة إلى كلمات، وكان هو الآخر يجد في رفقته معها الأمان والدفء. كان لولو يملأ أيامها بالفرح والسعادة، ويجعل حياتها مليئة بالمرح والمغامرة.
في تلك اللحظات التي كانت الطفلة تشعر فيها بالوحدة أو الحزن، كان لولو يأتي إليها، يقفز في حضنها ويلعق وجهها بحنان، وكأنه يقول لها "أنا هنا بجانبك". كانت تلك اللحظات تعني لها الكثير، حيث تعلمت من خلالها أن الصداقة الحقيقية قد تأتي أحيانًا من مكان غير متوقع، وأن الحب يمكن أن يتجسد في كائن صغير يجلب الفرح إلى حياتنا.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire