vendredi 9 août 2024

شرح نص قصيدة الأرض - محور الإنسان و المكان - ثالثة ثانوي

شرح نص قصيدة الأرض

التقديم : 
قصيدة "الأرض" هي عمل شعري مميز للشاعر الفلسطيني محمود درويش. وُلد محمود درويش عام 1941 في قرية البروة بفلسطين وتوفي عام 2008. تبرز القصيدة التماهي العميق بين الشاعر وأرضه، حيث يعبر عن العشق والوحدة مع الوطن من خلال أسلوب شعري يجمع بين الرمزيات القوية والإيقاع العاطفي. 
الموضوع : يعكس النص صراع الشاعر الداخلي وتفانيه في مواجهة التحديات التي تعترض وطنه، مما يجعل القصيدة تجسيدًا مؤثرًا للارتباط العميق بين الفرد وأرضه.
الوحدات : ( الموضوع ) 
1- من البداية إلى كلمة "الجليل" : صوت الأرض والنضال
2- من كلمة "أسمي التراب" إلى "أنسف دبابة الفاتحين" : الرموز والتجسيدات
3- من كلمة "بلادي" إلى "بنسمة عنبر؟" : حزن الفراق والأمل
4- من كلمة "فييا وطن الأنبياء" إلى "زملتني" : نداء الوطن
5- من كلمة "هذا التراب" إلى النهاية : الاحتفاظ بالذاكرة والتأمل

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- في قصيدة "الأرض" لمحمود درويش، يظهر التباين بين الخبر والإنشاء بشكل واضح ويعكس عمق المشاعر والروابط الوجدانية التي يبنيها الشاعر. حركة الأسلوب بين هذين النوعين من التعبير تسهم في بناء القصيدة وتعمق تأثيرها على القارئ. لنفصل كيف تساهم هذه الحركة في تعبير الوجدان:
1. الخبر:
يستخدم الشاعر الأسلوب الإخباري لتوصيل الواقع والمشاعر الثابتة بطريقة مباشرة. في البداية، يصف الشاعر الأرض بشكل صريح، وهو هنا يتحدث عن "الأرض" ككيان معبر عن الوطن الذي ينتمي إليه. هذه الأساليب الإخبارية تُستخدم لتعريف القارئ بالموضوع المركزي للقصيدة، وتقديمه بتفاصيل ملموسة تعكس ارتباط الشاعر بالوطن. 
- مثال:
  - "أنا الأرض"
  - "أسمي التراب امتدادًا لروحي"
هذه الجمل تعبر عن ثبات الهوية والانتماء، وتضع الأساس لمدى العلاقة الشخصية والعاطفية بين الشاعر والأرض.
2. الإنشاء:
يُستخدم الأسلوب الإنشائي في القصيدة لإظهار المشاعر المتحركة والتعبير عن الحوارات الداخلية والصراعات العاطفية. الأسئلة والنداءات والطلبات تعبر عن حيوية وجدان الشاعر، وتجعل القارئ يشعر بالتوتر والعاطفة القوية التي يعيشها الشاعر.
- مثال:
  - "لا تُغلقي الباب"
  - "لماذا أُغني مكانًا، ووجهي مكان؟"
  - "فيا وطن الأنبياء... تكامل!"
تُظهر هذه الأجزاء من القصيدة حركة الوجدان في استجابتهم للمواقف والأحداث، وتبرز النداء العاطفي والاحتجاج والتطلع.
حركة الوجدان في بناء القصيدة:
1. التناقض بين الثبات والتغيير:
   - الشاعر يتنقل بين الحديث عن الثوابت (مثل التراب والأرض) والتعبير عن المشاعر المتقلبة (مثل الحزن والأمل). هذه الحركة تعكس عمق الصراع الداخلي والشعور بالتناقضات التي يعيشها الشاعر.
2. التعبير عن الصراع الداخلي:
   - الأسلوب الإنشائي يعبر عن الصراع الداخلي للشاعر مع الوطن، مع مشاعر الحزن والألم والنداء للتغيير. في المقابل، الأسلوب الإخباري يحدد القضايا التي يعاني منها الشاعر، مما يعزز الفهم العميق للعواطف المتشابكة.
3. التركيز على الارتباط الشخصي:
   - استخدام الأسلوب الإخباري يعزز الارتباط الشخصي والوجداني مع الوطن، بينما الأسلوب الإنشائي يعكس الاستجابة العاطفية لمواقف معينة. معًا، يعكسان حيوية العلاقة بين الشاعر ووطنه.
تساهم هذه الحركة بين الخبر والإنشاء في إضفاء توهج عاطفي عميق على القصيدة، وتدعم التعبير عن الروابط الوجدانية والمعاناة التي يعانيها الشاعر.
2- 

3- في قصيدة "الأرض" لمحمود درويش، يتجاوز عشق الأرض مجرد الشعور بالانتماء إلى مستوى أعمق من المواجهة والصراع والفعل الثوري البناء. يتجلى هذا في عدة جوانب من النص. بدايةً، يشير الشاعر إلى "سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل" و"سنطردهم من حجارة هذا الطريق الطويل"، مما يعكس إرادة قوية وصمودًا في مواجهة الاحتلال أو الاستعمار. هذه الأفعال تشير إلى مقاومة نشطة تهدف إلى استعادة الأرض ودحر المعتدين. 
علاوة على ذلك، يُظهر الشاعر في قوله "وأستل من تينة الصدر غصنًا وأقذفه كالحجر وأنسف دبابة الفاتحين" مدى استعداده لتحويل العناصر الطبيعية إلى أدوات مقاومة، مما يعكس قوة الفعل الثوري والبناء الذي يتجاوز مجرد الانتماء إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة الأعداء. لا يتوقف الأمر عند حد التعبير العاطفي؛ بل يمتد إلى العمل الفعلي والمواجهة المباشرة، مما يؤكد التزام الشاعر القوي بالأرض وقضيته.
4- 

5- إيقاع المقطع "فيا وطن..." في قصيدة محمود درويش يُؤسس على تكثيف الطلب، مما يعزز القوة التعبيرية والوجدانية للشاعر. يبدأ المقطع بنداء عاطفي قوي: "فيا وطن الأنبياء... تكامل!"، حيث يستخدم الشاعر أسلوب النداء والتكرار في صيغة الطلب ليركز على حث الوطن للقيام بدور محدد. التكرار في هذا السياق يعكس رغبة الشاعر في تحقق الأمل والاستجابة العاطفية من الوطن. 
كل طلب في المقطع يعبر عن نوع مختلف من الانتماء والتضامن، من "وطن الأنبياء" إلى "وطن الشهداء" و"وطن الضائعين"، ويشير إلى التزام الشاعر بالقضايا الوطنية المختلفة. تكثيف الطلب يُظهر الشاعر كمن يصرّ على تحقيق التغيير، وتعزيز الوحدة، واستعادة الهوية الوطنية. دلالات الطلبات تكمن في الإلحاح على تماسك الوطن وتكامل دوره في ظل الظروف الصعبة، ما يعكس رغبة الشاعر في بناء مستقبل يعكس قيم التضامن والوحدة الوطنية. هذا الأسلوب الإيقاعي يعزز الإحساس بالنداء العاجل للأمل والإصلاح، ويؤكد التزام الشاعر العميق بقضايا وطنه.

لنفكر معا :

1- في قصيدة محمود درويش، يظهر العشق بين الأرض والشاعر كعلاقة متبادلة وعميقة. الشاعر لا يعبّر فقط عن حبه للأرض، بل يعكس أيضًا كيف أن الأرض تُبادل هذا الحب بطرق مختلفة. يُظهر الشاعر تماهيه مع الأرض في قوله "أنا الأرض"، مما يدل على أن حبه للأرض جزء لا يتجزأ من هويته. في المقابل، يشير الشاعر إلى كيف أن الأرض، بما تحمله من رموز ومعانٍ، تؤثر عليه عاطفيًا وتحتوي على جزء من كيانه.
تتجلى مشاعر الحب المتبادل في الأسلوب الرمزي الذي يستخدمه درويش، حيث يشبه الشاعر التراب بامتداد روحه، والضلع بالشجر، مما يعكس تجذر الشاعر في الأرض. كذلك، يتم تقديم الأرض ككائن حي يمتلك قدرة على التأثير في الشاعر، مثلما يظهر في تكرار استخدام الكلمات والرموز التي تتعلق بالأرض، والتي تبرز العشق المشترك بين الشاعر وأرضه. هذا التبادل العاطفي يعزز الشعور بالانتماء ويجعل العلاقة بين الشاعر والأرض تجسيدًا حقيقيًا للحب المتبادل والدائم.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire