vendredi 9 août 2024

شرح نص مجالي الزهراء - محور الإنسان و المكان - ثالثة ثانوي

شرح نص مجالي الزهراء

التقديم : 
قصيدة "إني ذكرتك بالزهراء" هي واحدة من قصائد الحنين والغزل التي كتبها الشاعر الأندلسي ابن زيدون. وُلد ابن زيدون في قرطبة عام 394 هـ (1003 م) وتوفي عام 463 هـ (1070 م). هذه القصيدة تعد من أشهر أعماله، حيث يعبّر فيها عن شوقه وحنينه لمحبوبته ولّادة بنت المستكفي، مستخدمًا أسلوبًا شعريًا راقيًا يبرز جمال الطبيعة والعواطف الإنسانية.
الموضوع : تعكس القصيدة تفاعل الشاعر مع البيئة المحيطة به وتوظيفه لعناصر الطبيعة في تصوير مشاعره، ما تجعلها مثالًا رائعًا على الشعر الأندلسي الذي يمزج بين العاطفة والبلاغة.
الوحدات : ( المشاعر و الأفكار ) 
الجزء الأول: الشوق والحنين إلى الزهراء : من البداية إلى كلمة "أطواقا"
الجزء الثاني: الذكريات واللحظات السعيدة : من كلمة "يوم" إلى "أعناقا"
الجزء الثالث: الطبيعة والتأمل في الجمال : من كلمة "كان" إلى "أشواقا"
الجزء الرابع: الأمل والحنين للمستقبل : من كلمة "لا" إلى نهاية النص

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- 

3- تتميز القصيدة التي كتبها ابن زيدون بتوظيف الصور الشعرية المتنوعة والإيقاع الموسيقي المميز الذي يبرز تفاعل الشاعر مع عناصر الطبيعة الموصوفة. في بداية القصيدة، يستخدم الشاعر صورة "الأفق الطلق ومرأى الأرض قد راقا" ليصف مدى الراحة والجمال الذي شعر به في الزهراء. هذه الصورة تعكس الانفتاح والصفاء الذي كان يحيط به، وكأن الطبيعة نفسها تساند مشاعره وتشاطره في ذكرياته السعيدة. 
يستعمل الشاعر صورة النسيم المعتل في الأصائل، حيث يقول "وللنسيم اعتلال في أصائله كأنه رق لي فاعتل إشفاقا". هذه الصورة تعبر عن حالة الشاعر النفسية الحزينة والحنين، حيث يظهر النسيم كعنصر يشارك الشاعر شعوره بالشوق، وكأن الطبيعة تتأثر بحالته النفسية وتنسجم معه.
الإيقاع الموسيقي للقصيدة، من خلال استخدام القافية والأوزان الشعرية، يعزز من تأثير الصور الشعرية. فالإيقاع المتناغم للأبيات يسهم في إضفاء إحساس بالحنين والشوق، حيث يتفاعل الشاعر مع الطبيعة من خلال تكرار الإيقاعات التي تخلق جوًا من الألفة والاشتياق. 
تُبرز الصور الشعرية مثل "الروض عن مائه الفضي مبتسم" و "الزهر مائل من الندى" جمال الطبيعة وكأنها تحتفي بذكرياته مع محبوبته، مما يعكس حالة من الحنين إلى الأيام الماضية. يتفاعل الشاعر مع هذه العناصر، حيث يعبر من خلالها عن مشاعره العميقة ويجعل من الطبيعة رفيقًا يشاركه أحاسيسه الداخلية.
بذلك، تتجلى علاقة التفاعل بين الشاعر والطبيعة في تكامل الصور الشعرية والإيقاع الموسيقي لخلق تجربة شعرية تجسد شوقه وحزنه على الماضي الجميل الذي يحن إليه.
4- في قصيدة ابن زيدون، تتباين صورة الزهراء في ماضي الشاعر عنها في اللحظة التي يتلفظ فيها بالقصيدة. في الماضي، كانت الزهراء رمزًا للسعادة والذكريات الجميلة، حيث يجسدها الشاعر كمكان للقاءات السعيدة مع محبوبته ولّادة بنت المستكفي. كانت الزهراء تحمل في طياتها جمال الطبيعة والهدوء، وقد انعكست تلك الصورة في الوصف الذي قدمه الشاعر لجمال الأفق والطبيعة الغناء، مشيرًا إلى أنها كانت مكانًا يفيض بالحياة والفرح.
في المقابل، لحظة التلفظ بالقصيدة، تتحول صورة الزهراء إلى رمز للحنين والشوق، إذ تصبح مكانًا للذكريات التي تبعث على الحزن والأسى بسبب البعد عن الأحبة والزمان السعيد الذي ولى. تظهر الزهراء الآن كذكرى عزيزة يشتاق الشاعر للعودة إليها، إلا أنها أصبحت مكانًا لا يمكن الوصول إليه إلا عبر الذاكرة. يتجلى هذا التحول في استخدام الشاعر لصور الطبيعة المحزنة، مثل النسيم المعتل، الذي يعكس مشاعره الداخلية ويظهر تفاعله مع فقدان الماضي الجميل. 
بهذا، تُظهر الزهراء في ماضي الشاعر حالة من البهجة والانسجام، بينما تظهر في اللحظة الحالية كحلم بعيد مليء بالحنين والشوق، مما يعكس التغيير في مشاعر الشاعر من السعادة إلى الألم لفقدان ما كان.

لنفكر معا :

1- في قصيدة ابن زيدون، يبدو أن الشوق والهيام هما اللذان يُسقطان على المكان صفات الجمال والكمال، مما يجعل الذكريات المتصلة بالماضي أكثر إشراقًا وسحرًا. إن مشاعر الشاعر القوية تجاه محبوبته وحنينه إلى الأوقات التي قضاها معها في الزهراء تجعله يرى المكان في أبهى صورة. ينعكس هذا في وصفه لجمال الطبيعة المحيطة به، حيث يوظف عناصر مثل الأفق الطلق والنسيم المعتل والروض المبتسم لخلق صورة مثالية للمكان الذي ارتبط في ذهنه بالحب والذكريات السعيدة. 
الشاعر يستخدم الطبيعة كوسيلة للتعبير عن مشاعره الداخلية، حيث أن الحنين والشوق يدفعانه إلى تزيين المكان بصفات السحر والإشراق. هذا يظهر بوضوح في وصفه للزهراء بأنها كانت مكانًا يفيض بالحياة والجمال حين كان مع محبوبته، بينما في الواقع، قد تكون هذه الصفات نتاج الحنين الذي يضفي على الذكريات جمالًا متزايدًا كلما بعدت عنه في الزمن. 
إذًا، يمكن القول إن الشوق والهيام هما المحرك الأساسي الذي يضفي على المكان صفات الكمال والجمال، حيث يستخدم الشاعر الطبيعة لتمثيل مشاعره وتجسيد حنينه للماضي، مما يجعله يرى المكان من خلال عدسة مثالية ومليئة بالعواطف.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire