lundi 12 août 2024

إنتاج كتابي حول قصة تحرير عصفور - درس في الحرية

إنتاج كتابي حول قصة تحرير عصفور - درس في الحرية

 في يوم من أيام الربيع، كان الجو دافئًا ومشرقًا، وكانت النسائم اللطيفة تحمل رائحة الأزهار المتفتحة. السماء زرقاء صافية مع بعض الغيوم البيضاء المتناثرة التي تشبه القطن. عند الساعة الرابعة عصرًا، كانت أختي مريم عائدة من الجامعة إلى البيت بعد يوم طويل من المحاضرات. الشوارع كانت مزدحمة بالمارة والسيارات، والضوضاء تعم المكان.

بينما كانت مريم تمشي بخطوات متعبة، سمعت صوتًا غريبًا يشبه صرخات ألم. توقفت واستدارت باتجاه الصوت. كان الصوت قادمًا من تحت شجرة كبيرة على جانب الطريق. اقتربت بحذر، ويا للمفاجأة! رأت عصفورًا صغيرًا ملقى على الأرض، يبدو عليه التعب والإعياء.

هذا العصفور كان له منقار صغير ودقيق. جسمه مغطى بريش ملون بألوان زاهية وله ذيل قصير. كان جميلًا بألوانه الزاهية وريشه اللامع، وكانت عيناه تلمعان بالخوف والألم. لم تستطع مريم مقاومة رغبتها في مساعدته. حملت العصفور بلطف بين يديها وفكرت في أن تأخذه إلى البيت لتعتني به.

عندما وصلت مريم إلى البيت، وضعت العصفور في قفص فضي جميل كانت تستخدمه للزينة وأسمته توتو. بدأت مريم تعتني بتوتو يوميًا، تقدم له الطعام والماء وتعتني بنظافته. كانت تجلس بجانبه وتتحدث إليه، تحاول أن تجعله يشعر بالأمان. لكن مع مرور الأيام، لاحظت أن توتو يبدو حزينًا دائمًا. لم يكن يأكل أو يشرب كما يجب، ولم يعد يغرد كما يفعل العصافير السعيدة.

أخبرتني مريم عن حال توتو، وشعرت بحزنها وقلقها عليه. قررت التدخل وأقنعت مريم بضرورة تحرير العصفور، لكنه كان قرارًا صعبًا عليها. لم ترغب في فقدان صديقها الجديد، لكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذا هو الأفضل له.

في يوم من الأيام، عندما ذهبت مريم إلى الجامعة، استجمعت شجاعتي وفتحت باب القفص. طار توتو بحرية وسعادة، رافرف بجناحيه واختفى بين الأشجار. شعرت بسعادة غامرة لأنني أعدت له حريته وأتحت له فرصة العيش في بيئته الطبيعية.

عندما عادت مريم إلى البيت، لاحظت أن القفص فارغ. بدأت بالبكاء وسألتني:

"أين عصفوري الصغير؟"

"لقد أطلقت سراحه."

"لماذا فعلت ذلك؟"

"لأن العصفور المسكين كان سيموت من الجوع والعطش. هل ترغبين أنت في أن تكوني محبوسة في قفص؟"

"بالطبع لا! لا أحب السجن!"

"حسنًا، العصفور أيضًا لا يحب السجن! يحبون العيش في بيئتهم الطبيعية."

"ولكن كنت أريد فقط أن أساعده، لم أرد له الأذى."

"أعلم ذلك، مريم. ولكن، أحيانًا تكون المساعدة الحقيقية هي السماح لهم بالعيش بحرية. العصافير خُلقت للطيران في السماء الواسعة، للاستمتاع بالحرية والتحليق بين الأشجار. السجن، حتى لو كان من باب الرعاية، يمكن أن يكون مؤلمًا بالنسبة لهم."

أخذت مريم تتأمل كلامي وهي تمسح دموعها. ثم قالت:

"ربما أنت محق. يجب أن نتعلم كيف نقدم المساعدة بالطريقة الصحيحة. الحرية شيء ثمين، وأحيانًا يكون من الصعب علينا أن ندرك قيمته عندما نفكر فقط في ما نعتقد أنه الأفضل للآخرين."

ابتسمت وأجبت:

"نعم، مريم. إن الحب الحقيقي يعني أن نترك الكائنات التي نحبها تعيش حريتها وسعادتها، حتى لو كان ذلك يعني أن نفترق عنها. لقد علمنا توتو درسًا مهمًا عن قيمة الحرية وأهمية أن نحترم طبيعة الكائنات الحية."

منذ ذلك اليوم، تعلمنا أن الحب الحقيقي هو أن نترك الكائنات التي نحبها تعيش بحرية، وأن نقدم المساعدة بطريقة تحترم طبيعتها واحتياجاتها. وظلت تلك التجربة عالقة في أذهاننا، تذكرنا دائمًا بأهمية الحرية والعيش في البيئة الطبيعية.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire