vendredi 30 août 2024

انتاج كتابي حول تنظيف الشاطئ

انتاج كتابي حول تنظيف الشاطئ

في صباح مشمس بعد انتهاء الدروس والامتحانات، تجمع الأصدقاء بعد عام دراسي طويل وشاق. كانوا جميعًا يشعرون بالحاجة إلى قسط من الراحة والاستجمام. اتصل يوسف بصديقيه أحمد وسمية، واقترح عليهم الخروج إلى الشاطئ القريب للاحتفال بنهاية السنة الدراسية، والاستمتاع بأمسية بحرية دافئة. رحب الجميع بالفكرة، واتفقوا على اللقاء بعد القيلولة ليتوجهوا سويًا إلى الشاطئ.

وصلوا إلى الشاطئ في الوقت المحدد، وأعجبتهم الرمال الذهبية والمياه الزرقاء اللامعة، لكن فرحتهم بدأت تتلاشى عندما رأوا المنظر الذي صادفوه. كانت الرمال مغطاة بأكياس البلاستيك والمخلفات، وكأن الشاطئ كان يعاني من الإهمال. بقايا الطعام المنتشرة، وزجاجات المشروبات المكسورة، وحتى الحفاضات القديمة التي تنبعث منها روائح كريهة، جعلت الجميع يشعر بالحزن. جلس يوسف على الرمال وقال: "لقد كان من المفترض أن نأتي للاستمتاع، لكن للأسف الشاطئ في حالة يرثى لها."

هنا تدخلت ندى، التي لم تستطع أن تتجاهل الحالة المزرية للشاطئ، وقالت: "لماذا لا نقوم بتنظيف هذا المكان بدلاً من الرحيل؟" كان اقتراحها مدفوعًا بحبها للطبيعة ورغبتها في تغيير الوضع. تردد الأصدقاء للحظة، ثم اجتمعوا على قرار واحد، وصاحوا بصوت واحد: "فكرة رائعة! دعونا نبدأ العمل."

بدأ كل واحد منهم بتوزيع المهام. قال يوسف بتفاؤل: "سأتولى جمع القاذورات وتجميعها في أكوام." وأضافت ليلى وفاطمة بحماسة: "وسنقوم نحن بوضع الأوساخ في أكياس بلاستيكية." بينما أكدت مريم: "سأساعد طارق في التقاط النفايات من البحر."

بدأوا العمل، وهم يتعرقون تحت أشعة الشمس الحارقة. كل واحد منهم كان مغمورًا في المهمة، دون أن يشعروا بالتعب أو الملل. كانت ندى تقودهم بروحها المعنوية العالية، حيث كانت تشجعهم وتساعدهم في ترتيب النفايات وتوزيع الأكياس. يوسف كان يركض هنا وهناك لجمع القاذورات بأسرع ما يمكن، بينما كانت ليلى وفاطمة يملآن الأكياس بحرص. ومع كل نفاية كانوا يلتقطونها، كانوا يشعرون بفخر أكبر بما ينجزونه.

وبعد ساعات من العمل الشاق، أطل عليهم سعيد من بعيد وهو يصرخ بفرح: "لقد تحسنت الأمور بشكل كبير! عاد الشاطئ إلى جماله ونقائه." نظرت المجموعة إلى الشاطئ بفرح وارتياح، ورؤية المنظر النظيف أعادت الابتسامة إلى وجوههم تعكس فرحتهم بما أنجزوه. ثم جهزوا سُرُرَهم الرملية وأعدوا المشروبات الباردة ليستمتعوا بوقتهم بعد الجهد الذي بذلوه.

بدأوا في الاستمتاع بوقتهم، حيث لعبوا بالكرة، وركضوا في الرمال، وبنوا قلاعًا رملية مذهلة. أطلقوا ضحكاتهم على البحر، حيث كانت الأمواج تداعب أجسامهم كما لو كانت تشكرهم على جهودهم في الحفاظ على نظافة البيئة. وعندما اقترب الغروب، نزلوا إلى الماء ليغمروا أجسامهم في أمواجه المنعشة، وكأنهم يحتفلون بالعمل الجماعي الذي جعل الشاطئ يعود إلى رونقه.

كانت تلك اللحظات المليئة بالبهجة والشعور بالإنجاز هي التتويج لجهودهم. وتعلموا أن العمل الجماعي والتفاني يمكن أن يحولوا أي موقف صعب إلى فرصة رائعة للاستمتاع، وهم يحملون معهم ذكريات لا تُنسى عن يوم أمضوه في العمل والمرح.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire