mercredi 21 août 2024

شرح نص الشاعر و المقلد - محور الرومنطيقية - ثانية ثانوي

شرح نص الشاعر و المقلد

التقديم : 
نص أدبي حجاجي يتناول قضايا التجديد والتقليد في الأدب، وهو مقتطف من كتاب "البدائع والطرائف" لجبران خليل جبران، الذي وُلد سنة 1883 في مدينة بشرى بلبنان وتوفي سنة 1931 في نيويورك.  يتميز النص بأسلوب حجاجي يعزز من فكرة التجديد ويبرز أهمية الإبداع في الأدب والثقافة.
الموضوع : دور الشاعر في إحياء اللغة من خلال الابتكار، ويعبر عن نقد جبران للمقلدين الذين يكررون ما سبق دون إبداع.
الوحدات : ( الحجاج ) 
1- من البداية إلى كلمة "البحث":عرض القضية
2- من كلمة "الشاعر أبو اللغة" إلى كلمة "قبرها":تمثيل التجديد والتقليد
3- من كلمة "أعني بالشاعر" إلى كلمة "أسماء جديدة":توضيح مفهوم الشاعر والمقلد
4- من كلمة "أما المقلّد" إلى نهاية النص:نقد التقليد

الإجابة عن الأسئلة :

فكك :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .

حلل :

1- 
جبران، من خلال أسلوبه الحجاجي، يعبر عن تقديره العميق للشعراء والمبدعين الذين يجلبون الجديد ويضيفون للأدب واللغة طعماً وروحاً جديدة. المتقبل الذي صاغ له هذا النص هو على الأغلب قارئ ذو ذائقة أدبية رفيعة، يبحث عن الأفكار الجديدة ويُقدّر الجهود الإبداعية التي تسهم في تطور الثقافة واللغة. يوجه جبران نصه نحو هذا المتقبل الواعى الذي يُفَضِّل الابتكار على التقليد، ويشجعه على احتضان التجديد بدلاً من الانغماس في تكرار ما سبق. الخطاب يتسم بالجدية والتأكيد على القيم الثقافية الرفيعة، مما يشير إلى أن المتقبل المستهدف هو شخص يدرك قيمة المساهمة الفريدة التي يقدمها المبدع ويُدرك أيضاً أضرار التقليد على تطور الفكر والثقافة.
2- في نصه، استخدم جبران خليل جبران المقابلة كعنصر أساسي في بناء خطابه الحجاجي، مما ساعده في تعزيز موقفه بوضوح وفعالية. تبرز المقابلة في النص من خلال التباين بين الشاعر والمقلد، حيث يعرض جبران خصائص كل منهما بوضوح.
مواطن المقابلة وأشكالها:
1. الشاعر والمقلد: يُقارن جبران بين الشاعر الذي يضيف إبداعاً وتجديداً إلى اللغة والثقافة، والمقلد الذي يكرر ما سبق دون تقديم شيء جديد. يبرز الشاعر باعتباره المصدر الرئيسي للحياة والابتكار في اللغة، بينما يُظهر المقلد كمجرد مكرر يؤدي إلى تدهور اللغة.
2. الأمثلة العملية: يقدم جبران أمثلة محددة لتوضيح الفرق بين الشاعر والمقلد، مثل الزراع الذي يبتكر محراثاً جديداً، والبستاني الذي ينشئ زهرة جديدة، والملاح الذي يضيف شراعاً ثالثاً. هذه الأمثلة تجعل المقارنة أكثر واقعية وتبرز كيفية تجديد اللغة والثقافة عبر الابتكار.
أثر المقابلة في النص:
أثرت المقابلة بشكل كبير في دعم مفهوم جبران للأدب، حيث جعلت الفرق بين الإبداع والتقليد أكثر وضوحاً. من خلال تقديم الشاعر كرمز للتجديد والتطوير، والمقلد كرمز للتكرار والجمود، ينجح جبران في تعزيز قيمة الإبداع والابتكار في الأدب. المقابلة تعزز من أهمية التجديد وتوضح تأثيره الإيجابي على الثقافة، مما يدفع المتقبل إلى تقدير إسهامات الشعراء والمبدعين والابتعاد عن الممارسات التقليدية التي تعوق التطور.
3- صوّر جبران خليل جبران الابتكار والإبداع في نصه من خلال تصورهما كعناصر حيوية ومركزية في تجديد اللغة والثقافة. وصف الشاعر بأنه "أبو اللغة وأمها"، مما يبرز دوره كمصدر رئيسي للحياة والتجديد في اللغة. الشاعر، في نظر جبران، هو من يحمل روح الإبداع ويمنح اللغة طعماً جديداً من خلال ابتكاراته وتجديده المستمر. 
جبران استخدم أمثلة ملموسة، مثل الزراع الذي يبتكر محراثاً جديداً، والبستاني الذي ينشئ زهرة جديدة، والملاح الذي يضيف شراعاً ثالثاً، لتوضيح كيف يساهم المبدعون في إثراء الثقافة وإضافة أبعاد جديدة لها. هذه الأمثلة تعكس كيف يمكن للإبداع أن يؤدي إلى تقدم ملموس وابتكار يضيف إلى "بيت اللغة" و"ثوب اللغة" و"سفينة اللغة".
مفهوم الأدب عند جبران:
يمكن استخلاص مفهوم الأدب عند جبران من خلال تصويره للإبداع كقوة دافعة تؤدي إلى تجديد وإثراء اللغة والثقافة. الأدب، في رأيه، ليس مجرد تكرار لما هو موجود، بل هو عملية إبداعية مستمرة تسهم في تطوير الفكر واللغة. الأدب الجيد هو الذي يأتي من الشاعر الذي يسهم في إحداث تغيير وتجديد، وليس من المقلد الذي يكتفي بتكرار ما سبق دون إبداع. بالتالي، يؤكد جبران على أن الأدب الحقيقي هو الذي ينبع من الإبداع والابتكار ويؤدي إلى تقدم الثقافة والتعبير عن الروح الإنسانية بشكل جديد ومتجدد.
4- رفض جبران خليل جبران للتقليد ينبع من اعتقاده بأن التقليد يعيق الإبداع والتجديد، ويؤدي إلى تكرار ما سبق دون إضافة أي قيمة جديدة. في نظر جبران، المقلد هو من يسير على نفس الطرقات التي سلكها الآخرون، دون محاولة الابتكار أو تقديم شيء جديد، مما يجعله عالقاً في دائرة التكرار والجمود. 
جبران يرى أن التقليد لا يسهم في تقدم اللغة أو الثقافة، بل يكرّس حالة من الركود، حيث تظل الأفكار والابتكارات محصورة في إطار ما تم إنجازه مسبقاً. هذا الجمود يحدّ من تطور الفكر ويمنع ظهور أبعاد جديدة للثقافة والأدب. بالمقابل، الإبداع والتجديد ينطويان على القدرة على إضافة أبعاد جديدة وتطوير اللغة والثقافة، مما يمنح الحياة والروح للأدب. لذا، يعتبر جبران أن رفض التقليد واحتضان الابتكار هو السبيل لتحقيق تطور حقيقي في الأدب والثقافة، ودفعها نحو المزيد من الإثراء والتقدم.

قوم :

1- نص حجاجي حول تجديد الأدب الرومانسي:

إن الأدباء الرومانسيين، بما فيهم جبران خليل جبران، وإيليا أبي ماضي، وأبو القاسم الشابي، وعلي محمود طه، قد حققوا إلى حد كبير دعوة جبران للتجديد وابتعدوا عن تقليد الأساليب السابقة، وهو ما يعكس إيمانهم بالابتكار والإبداع كوسيلة لتطوير الأدب.

جبران خليل جبران في نصه الشهير يفرق بين الشاعر والمقلد، مؤكداً على أن الشاعر هو من يجدد ويبتكر، بينما المقلد يكتفي بتكرار ما هو موجود. هذا الموقف يتماشى مع المبادئ الرومانسية التي تروج للابتكار والتجديد. إذ عكست أعمال جبران هذا التوجه بشكل واضح، حيث استخدم أسلوباً جديداً وابتكر في تقديم أفكاره عبر لغة شعرية تعبر عن التجربة الإنسانية بطرق مبتكرة وغير تقليدية.

إيليا أبي ماضي، بدوره، يعتبر من الرواد في الأدب الرومانسي، حيث استخدم أسلوباً شعرياً يجمع بين البساطة والتعبير العميق. في قصائده مثل "كن بلسماً"، يعبّر أبي ماضي عن تجديد في الموضوعات والأساليب، معتمداً على الأمل والتفاؤل، وهو ما يتماشى مع دعوة جبران للتجديد والابتعاد عن التقليد. لم يقتصر على تقليد الأساليب القديمة، بل عمل على تجديدها وإعطائها طعماً عصريّاً.

أما أبو القاسم الشابي، فهو رمز آخر للرومانسية التي تبحث عن التجديد والإبداع. في قصيدته "أرواح الشباب"، يظهر الشابي روح التجديد والإبداع من خلال تسليط الضوء على قيم الثورة والأمل. كان الشابي يعبر عن مشاعر جديدة ومبتكرة، مما يعزز من فكرة الابتعاد عن التقليد والبحث عن طرق جديدة للتعبير عن الأحاسيس والأفكار.

علي محمود طه، كذلك، أضاف بصمة رومانسيّة مميزة من خلال أعماله مثل "الليل"، حيث استخدم أسلوباً شعرياً معبراً عن المشاعر والأفكار بطرق جديدة، متجنباً الأساليب التقليدية القديمة. كان طه يسعى دائماً إلى تجديد اللغة وتقديمها بأسلوب مبتكر يعكس روح الرومانسية.

بناءً على هذه الأمثلة، يمكن القول إن الأدباء الرومانسيين قد حققوا بالفعل ما دعا إليه جبران من ضرورة التجديد وابتعدوا عن شبح التقليد. لقد قدموا أعمالاً تعبر عن الابتكار والإبداع، وتمكنوا من تطوير الأدب من خلال تقديم أساليب جديدة وأفكار مبتكرة، متماشين مع دعوة جبران إلى ضرورة إحياء اللغة وتطويرها عبر الإبداع.

توسع :

1- غير متوفر يرجى ترك تعليق أو التحدث معنا في حالة الحاجة .


0 commentaires

Enregistrer un commentaire