انتاج كتابي حول التنكر
قررنا أنا وصديقي سامر أن نخطط لخدعة طريفة لنفاجئ أصدقاءنا. بعد أيام من التحضير والتجهيز، قمنا بشراء ملابس تنكرية كاملة للفلاحين من السوق، متضمنة قبعات القش، الشوارب الصناعية، والملابس التقليدية. قضينا ساعات في صنع شعور مستعارة وتصميم زينة تناسب الدور. وعند المساء، اجتمعنا في غرفة المعيشة في منزل سامر، وأغلقنا الباب بإحكام حتى لا يكتشف أحد خطتنا السرية.
بدأنا بالتحضير بعناية. وضع كل منا شاربيه وحاجبيه الاصطناعيين وارتدى ملابسه الفلاحية. تقمصت دور الفلاح العجوز ذو الحكمة، بينما تولى سامر دور المساعد الشاب المتحمس. عندما انتهينا من التجهيز، خرجنا بهدوء وتوجهنا إلى غرفة الجلوس، حيث يجتمع أصدقاؤنا لمشاهدة فيلمهم المفضل.
لم تكد أعينهم تلمحنا حتى صاحت ليلى بصوت مرتجف، "من أنتما؟ وكيف دخلتما هنا؟". ارتبك علي واختبأ خلف الأريكة، ترتجف يداه من الخوف وبدت دموعه في عينيه. في هذه الأثناء، أسرع حسام نحونا، محاولاً التصرف كرجل شجاع، وأخذ يصرخ بصوت عالٍ، "من أنتما؟ وماذا تريدان؟! نحن هنا أصدقاء فقط، لا أحد بيننا مذنب، فلتخرجا فوراً!"
رددت بثبات، "أنا الفلاح العجوز، وقد جئت لأبحث عن مساعدي الذي تاه في هذه الأنحاء." صديقي سامر، الذي كان يقف بجانبي، أكمل بلهجة تمثيلية، "نعم، لقد رأيت نشاطًا مشبوهًا في هذه المنطقة، وأعتقد أنكم تعرفون شيئًا عنه."
بدت على وجوه أصدقائنا الحيرة والخوف، حتى أن بعضهم بدأ يتساءل بجدية عن طبيعة هذه الزيارة الغريبة. وقف الجميع مشدوهين، حتى لم يعد أحدهم يحتمل المزيد من التوتر، فانفجرنا جميعًا في الضحك، كاشفين عن الحقيقة وأن الأمر كله كان مجرد خدعة طريفة.
تحول الموقف إلى لحظات من الضحك والمرح، وبدأ الجميع يشارك في المزاح والقصص الطريفة عن مواقفهم السابقة. تبادلنا الحكايات والنكات، وكلما حاول أحدنا تذكر ملامح الفلاحين الذين كنا نتنكر بهم، ازدادت ضحكاتنا.
في نهاية السهرة، جلسنا جميعًا نسترجع تفاصيل الخدعة ونضحك على ردود أفعالنا. أدركنا أن هذه اللحظات الطريفة والذكريات الجميلة هي التي تعزز روابط الصداقة بيننا، وتضيف لحياتنا نكهة خاصة لا تُنسى.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire