إنتاج كتابي حول صداقة عصفور
في صباح أحد الأيام الهادئة، قررت زيارة عمتي التي تعيش في قرية جميلة تحيط بها الطبيعة من كل جانب. كان المكان يشع بالهدوء والسكينة، وتحيط به المروج الخضراء التي تدغدغها النسائم العليلة. عندما وصلت، أهدتني عمتي عصفورًا صغيرًا بألوان زاهية، كان ريشه مزيجًا من الأزرق اللامع والأصفر الهادئ، وكان على جناحيه بقعة حمراء صغيرة تميّزه عن بقية الطيور. لقد أسرني جماله وروعته، فشكل بيننا صداقة قوية، وأصبح العصفور رفيقي المفضل.
كنت أستيقظ كل صباح مبكرًا وأتوجه إلى المطبخ لأعد له وجبة خفيفة من الحبوب الطازجة التي كنت أجمعها من حديقة عمتي. كان الأمر يشبه طقوسًا خاصة بيننا؛ كنت أستمتع بمراقبة العصفور وهو يتناول طعامه بشغف. في يوم من الأيام، قررت أن أذهب إلى الحديقة المجاورة لجمع بعض البذور الطازجة، وأردت أن أترك عصفوري الجميل يستمتع ببعض الوقت في الهواء الطلق.
ربطت العصفور بلطف في أحد أغصان شجرة كبيرة، حيث كانت الأشجار تهتز برفق تحت تأثير الرياح، وتدلي أغصانها بأوراقها الكثيفة التي توفر الظل الرائع. في تلك اللحظة، شعرت بسعادة كبيرة لرؤية صديقي الطائر يستمتع بيوم جميل تحت الشمس، وهو ينقلب بين الأزهار المتدلية حوله، مستمتعًا بألوانها ورائحتها العطرة.
لكن عندما عدت بعد فترة، أصابتني الدهشة والقلق عندما لم أجد العصفور في المكان الذي تركته فيه. كان قلبي ينبض بسرعة، وملأني شعور عميق بالحيرة والقلق. تجولت في الحديقة باحثًا عن أي أثر له، وعقلي غارق في مخاوف من أن يكون قد ضل طريقه أو وقع في يد أطفال عبثيين قد يسببون له الأذى. بدأت أبحث في كل زاوية من الحديقة، وأستفسر من الجيران إذا رأوا العصفور.
كلما مر الوقت، زاد قلقى، وتداعت الأفكار في رأسي، حتى شعرت وكأنني أغطس في بحر عميق من الهموم. لم أستطع إلا أن أتمنى أن يكون العصفور قد وجد مكانًا آمنًا، وأن أتمكن من استعادته. كان العصفور قد أصبح جزءًا عزيزًا من حياتي، وكان من الصعب تخيل حياتي بدونه.
ظللت أبحث وأسأل حتى بدأت الشمس تغرب، وفي تلك اللحظة، شعرت بالتعب ولكن الأمل لم يفارقني. ومع آخر خيوط الشمس، رأيت حركة صغيرة في أحد أقسام الحديقة. ركضت بسرعة إلى هناك، وكان العصفور يقف على غصن شجرة بالقرب من المكان الذي تركته فيه، يبدو وكأنه قد شعر بشعوري وقرر العودة.
كانت تلك اللحظة من أسعد لحظات حياتي، حيث عادت الطمأنينة إلى قلبي. شكرًا للقدر، فقد كان صديقي العصفور بأمان، وعرفت أن كل لحظة من القلق والتوتر كانت تستحقها تلك اللحظة من السعادة.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire