lundi 12 août 2024

انتاج كتابي حول مساعدة الأم في المنزل

انتاج كتابي حول مساعدة الأم في المنزل

 في صباح هادئ من أيام الربيع، استيقظت مريم على صوت زقزوق العصافير الذي اخترق سكون الليل. فتحت عينيها برفق، وسرعان ما لاحظت الضوء الهادئ الذي بدأ يتسلل عبر نافذتها الصغيرة، يتخلل ستائر الغرفة بلطف. رغم أن الكون ما زال يغلفه الظلام الخفيف، فإن شعورًا دافئًا وطمأنينة تغمر قلبها. عادت لتحتضن وسادتها، وكان لها ذلك، حيث استقرت في حضنها الدافئ، وعاودت الغط في نوم هادئ.

تدريجيًا، بدأت الشمس تنشر خيوطها الذهبية، ففزعت مريم عندما شعرت بلمسات أمها الرقيقة التي أيقظتها من نومها. كانت الأم تتمتع برقة وحنان يكاد يذيب الصخور، وعندما لمست مريم بأطراف أصابعها، شعرت الدفء الذي نقلته تلك اللمسات إلى قلب الصغيرة. فتحت مريم عينيها ببطء وابتسمت لأمها، فبادلتها الأم ابتسامة حب وحنان، وكأنها تتحدث بلغة القلب، دون الحاجة لكلمات. فهمت مريم الرسالة في تلك النظرات الدافئة، وابتسمت بدورها، تعبيرًا عن شكرها وحبها العميق.

بعد تناول الإفطار، توجهت مريم إلى الحمام، حيث غسلت وجهها وأطرافها بنشاط، ثم هرعت إلى غرفتها التي كانت قد تعلمت من أمها كيف ترتبها بدقة. بدأت في تنظيم الأثاث، ووضع كل شيء في مكانه المحدد. تمسكت مريم بالمكنسة الصغيرة، وبدأت في تنظيف الأرضية بعناية، لتزيل الغبار من الزوايا وبين الأثاث. بعد ذلك، اتجهت إلى ترتيب سريرها، حيث تأكدت من أن الوسائد متناسقة، واللحاف مرتب بلمسة جمالية. لم تنسَ تنظيف النوافذ، حيث استخدمت قطعة قماش ناعمة لإزالة بصمات الأصابع والأتربة، مما جعل الغرفة تبدو لامعة ومُرحبة

بعد الانتهاء من ترتيب غرفتها، دخلت مريم إلى المطبخ حيث كانت أمها في انتظارها. دخلت برفقة والدتها بحيوية وعزم، وبدأت في ترتيب الأواني والأكواب. كانت تتحرك بسرعة، لكنها حرصت على ترتيب كل شيء بعناية. لم تفوت الأم فرصة أن تراقب ابنتها الصغيرة بنظرات مليئة بالفخر والسرور، فكل حركة من مريم كانت تعبر عن اهتمامها وعزيمتها. تلك النظرات والابتسامات من الأم كانت بمثابة تشجيع إضافي لمريم، مما زاد من حماسها ورغبتها في القيام بكل شيء على أكمل وجه.

عندما انتهت مريم من عملها، اقتربت منها أمها وقبّلتها بقبلات دافئة، كانت تتخللها دعوات صادقة من قلب أم يعرف كيف يُشعر ابنته بأهمية عملها ووجودها. كانت تلك اللحظات تعبر عن علاقة عميقة بين الأم وابنتها، علاقة مبنية على الدعم والحب والمشاركة في الأعمال اليومية، والتي تخلق لحظات مميزة لا تُنسى في حياة مريم.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire